محلي

الحوثي ..عقد من الفضائع

نوح إدريس

|
11:09 2024/06/22
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

قرابة عشر سنوات من العيش تحت سطوة الميليشيا فترة أسوأ واشد قساوة من محكوم عليه بعقوبة الحبس مع الأشغال الشاقة حيث صارت صنعاء سجنا كبيرا وصلت فيه الأحوال إلى الدرك الأسفل من البؤس والفقر وصنوف الاضطهاد والحرمان .

يستغرب الناس على حال جماعة الحوثي قبل وبعد استيلائهم على العاصمة ؟٠
أين ذهبت أحاديثهم وتصريحاتهم وخطاباتهم الرنانة التي ظلت تولول وترثي معاناة الشعب "المستضعف" المصطلي بنار الغلاء وتدني الأجور وقرارات الجرع !.
كانت الأخيرة الذريعة وكلمة المرور التي أدخلت البلاد في دوامة مستمرة من الاقتتال والأزمات الكفيلة بجعل الشخص ينسى اسمه !.
على الأقل أين ذهب مشروع السيئ الخيالي الذي كان وعد به في بدايات احتلال صنعاء بقوة السلاح بإثراء المواطنين من خلال بيع الأحجار والصخور للعالم ؟.
لماذا اختفت محاضراته التي كانت قبل عشر سنوات تساعد أتباعه على ذرف الدموع الحارة لشدة إيمانهم أن "الجوع كافر " وقول الإمام علي " عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهرا سيفه "!.
الحاصل أن الميليشيا هي من تسلط يوميا سيوفها على رقاب المواطنين.. تقطع ارزاقهم وتمنع مستحقاتهم وأجورهم وتصادر ممتلكاتهم الخاصة والعامة !.
الغريب أن ميليشيا الحوثي تتعامل مع كل شيء في البلاد من زاوية طائفية عنصرية نتنة تكاد تعصف بالمجتمع .
كما تمارس فسادها وانتهاكاتها وكأنها سلوكيات ايمانية جائز القيام بها شرعا .
إلا عند مسألة نهب الأموال وفرض أنواع الجبايات والاتاوات والرسوم فإنها تتبع جميع المذاهب والأديان !.
تجمع الزكاة " شريعة المسلمين " وتضاعف رسوم تحصيل  الضرائب " شريعة النصارى " أما حق السيد وحق المولد وحق الغدير وحق المشرف وحق إبن علوان وحق اعيادنا جبهاتنا وحق الامنيات جمع أمن في النقاط .. جميعها " شريعة الغاب" !.
اعتقد أنه حتى سيئ بني هاشم نفسه يكاد يضحك في داخله وهو يوجه لكاميرا التلفزيون خطاباته بطريقة مدرس رابع ابتدائي ..ملوحا باصبع السبابة للتأكيد " أن شعبنا العظيم يعيش في عزة وكرامة وسيادة واستقلال  " 
وصلت عظمة الشعب باستقلالية القرار إلى أن غالبيته بلا صبوح وبلا غداء وبلا وظيفة والبعض بلا مبدأ أو موقف واضح !.
لنعد إلى حقيقة أن الشعب اليمني أصبح كافرا بإمكانية الخروج من دائرة الفقر وشبح الموت جوعا في ظل وجود الحوثي ومن على شاكلته في البلاد ..  أما المؤمنون من اليمنيين يا مؤمن وهم قلة فقد شبعوا حد التخمة ومازالوا يكفرون بجوع الشعب ولا يؤمنون إلا بأنفسهم !.
في عام 2009 كان 42% من سكان اليمن يعيشون حالة فقر . قفزت النسبة إلى ٥٤% في 2011م بفعل موجة "الربيع " .
منذ العام 2014م إلى الآن تشير آخر القياسات الميدانية إلى أن " 82.7 % من الافراد في اليمن يعانون من فقر متعدد الأبعاد  " .
يوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نتيجة تقريره المسحي في فبراير من العام الجاري " يعني أن أكثر من ثمانية من كل عشرة أشخاص يعانون من الفقر في اليمن ".
ويرجح البنك الدولي أن نسبة الفقر ارتفعت إلى أكثر من ٨٥% .
وذكر في تقرير حديث " ربما يكون اليمن الأكثر فقرا على مستوى العالم" .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية