هاجمت ميليشيا الحوثي سفينة تجارية في البحر الأحمر بقارب متفجر مسير يوم الأربعاء ، وهو أول هجوم ناجح من نوعه منذ أن بدأت الجماعة في حصارها للممر المائي في شهر نوفمبر الماضي.
يبدو أن السفينة ، وهي ناقلة بضائع يطلق عليها توتر Tutor ، قد خرجت عن السيطرة وتغرق بالمياه ، بعد أن تعرضت لأضرار كارثية، وفقا لمنظمة التجارة البحرية البريطانية.
والزوارق الموجهة المسيرة هي عبارة عن قوارب صغيرة تعمل بالمحركات وتبحر فوق سطح الماء، ويتم توجيهها عن بعد ودفعها إلى السفن لتقوم بتفجير ما تحملها من المتفجرات.
ويعد هذا تكتيك متقدم مقارنة بهجمات الحوثيين المعروفة بالطائرات المسيرة أو الصواريخ الباليستية على السفن، والتي تسبب أضرارا أو تشعل حرائق فوق هيكل السفينة، ولكنها لا تغرقها بالضرورة إذا لم يتأثر خط المياه. ويمتلك الحوثيون أيضا صواريخ كروز مضادة للسفن مصممة لإغراق السفن الحربية، لكنها أغلى من القوارب الموجهة والمسيرة.
وقال الحوثيون يوم الأربعاء إنهم نفذوا "عملية عسكرية استهدفت سفينة التوتر في البحر الأحمر باستخدام قارب مسير موجه وطائرات مسيرة وصواريخ باليستية".
استخدم الحوثيون القوارب في مناسبات عديدة خلال النزاع من قبل، غير انهم لم ينجحوا. وبدأت الجماعة لاول مرة في الاستخدام القتالي للسلاح الموجه المسير عندما ضربت سفينة سعودية في عام 2017.
الحوثيون يشنون هجوما بقارب متفجر على سفينة شحن في البحر الأحمر
في الحرب العالمية الثانية ، استخدمت الإمبراطورية اليابانية أيضا تكتيكا مشابها ، حيث أطلقت قوارب شينيو ، أو "الزلزال البحري" ، على السفن الأمريكية ، بالرغم من أنها كان يتحكم بها عنصر بشري ، لأن التحكم اللاسلكي بالقوارب كان مايزال في مهده حينذاك. كما استخدمت حركات متمردة وجماعات إرهابية بما في ذلك القاعدة ونمور التاميل في سريلانكا وحماس هذا السلاح من القوارب، ولكن بواسطة التحكم البشري.
وبات من الشائع جدا استخدام هذا التكتيك ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، نقطة العبور لنحو 12 في المئة من التجارة العالمية.
كيف يمكن إيقاف القوارب المفخخة؟
وقد نجحت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وعدد من الدول الأخرى، حتى الآن في اعتراض القوارب المسيرة، فضلا عن قصف مواقع إطلاقها في سلسلة من الغارات الجوية.
غير انه بمجرد إطلاقها ، فإن هذه القوارب خطيرة بشكل خاص. تنفذ هجماتها في النهار ، ويمكن أن تظهر في البداية من بعيد كما لو أنها قوارب بمحركات بشرية، كما يحذر هيئة التجارة البحرية في المملكة المتحدة. وهذا يشكل تهديدا كبيرا للسفن التجارية، التي تفتقر إلى الأجهزة البصرية من الدرجة العسكرية، مثل نظام الاستشعار الكهروضوئي مارك 20 المتوفر على السفن الحربية الأمريكية، والذي يسمح للطواقم بتحديد القوارب الصغيرة على المدى الطويل، ليلا أو نهارا.
كما أنها تشكل تهديدا خطيرا للقوات البحرية ، كما يتضح من استخدامها على نطاق واسع في البحر الأسود في حرب أوكرانيا.
استثمرت أوكرانيا بكثافة في الأسلحة التي أغرقت العديد من السفن الحربية الروسية.
لا تزال الإجراءات المضادة قيد التطوير، خاصة عندما تنفذ القوارب الموجهة المسيرة الهجمات ليلا، وفي بعض الحالات ، لجأت روسيا إلى استخدام الشباك حول الموانئ.
في المياه المتقلبة، يصعب اكتشاف القوارب الموجهة المسيرة المنخفضة عن مستوى خط الماء، سواء بصريا أو بالرادار ، والتي تكافح من أجل خلق صورة واضحة حيث تواجه أشعة الكاميرات "فوضى" البحار المتحركة.
وتشمل الابتكارات الأخرى التي تعمل عليها أوكرانيا قوارب موجهة مسيرة قادرة على إطلاق الصواريخ والقذائف وحتى حمل أنظمة مضادة للطائرات.