حملة الاعتقالات والاتهامات التي تطلقها السلطة في صنعاء لا شبيه لها إلا في كوريا الشمالية، وهي لا تحدث إلا في البلدان التي يسيطر فيها النظام على كل تفاصيل حياة الناس ومشاعرهم كما وصفها چورچ أورويل في روايته 1984.
سلطة البطش والقسوة تحت حكم "الأخ الكبير" لا صوت فيها إلا صوته ولا صور إلا له ولا خطابات إلا من فمه ولا سياسات إلا ما يناسب مزاجه المشوش.
السلطة التي تديرها أجهزة المخابرات لا يمكن الثقة بما تقوله وتصرح به وتنشره، لأنها ببساطة أجهزة مهمتها تكميم أي صوت مخالف ناهيك عن الصوت النقيض لنبرتها، وعملها هو تخوين وتهميش الغير.
كم هو محزن ومؤلم ومقرف أن تصبح حياة كل مواطن يمني مرتهنة لروايات لا يصدقها إلا أبله، ولا يروج لها إلا متعصب متخلف فكريًا.
أي عار يلحقه باليمن هذا النظام البشع الذي يحيل كل معارض، أو حتى مختلف في هندامه وأسلوب حياته، إلى متهم وخائن وعميل وجاسوس.
مثل هذا النظام يمكن له أن يعيش لفترة لكنه بتصرفاته البشعة يحفر قبره سريعا ومعه كل من ناصره ودافع عنه وبرر له مثل كل هذا القبح المقيت.
يومًا ما، قريب جدًا، سينفض اليمنيون غبار هذه المرحلة الأسوأ في تاريخه، والتي لم يتمكن الأئمة في أحلك فترات حكمهم أن يصلوا إلى هذا المدى من القسوة واللا آدمية.