أخيرا؛ تمخضت العصابة الحوثية فولدت فأرا ميتاً.. بعد ان اعلنت يوم امس عما وصفته بإنجاز امني استراتيجي غير مسبوق، ودعت مخدوعيها الى الترقب والانتظار.. ليتضح لاحقا انه بيان امني تهريجي يتحدث عن ضبط شبكة تجسس تعمل لصالح امريكا واسرائيل ضد الشعب اليمني، وتقوم بأعمال تجسسية وتخريبية في اليمن على مدى عقود من الزمن.. ساردا جملة من الاتهامات المتقعّرة، والمعلومات المليئة بالتناقضات والمغالطات الفاضحة..
انجاز بائس؛ اعلنت عنه العصابة الحوثية، زاعمة انها ضبطت شبكة تجسسية تعمل لصالح السفارة الاميركية.. وجاء في بيانها الذي تلاه رئيس مخابراتها عبد الحكيم الخيواني إن الشبكة تضم موظفين في السفارة الأمريكية باليمن ومنظمات دولية زعم إنها توفر الغطاء لشبكة التجسس التي استخدمت المنظمات كغطاء لعملها التخريبي بعد مغادرة السفارة الأمريكية لصنعاء.. ما اثار عاصفة من السخرية في اوساط اليمنيين، سيما ان من بين المتهمين المزعومين من كانوا موظفين ومترجمين ومستشارين كأي موظف محلي تحتاجه المنظمات والسفارات، وبينهم من يقبع في السجون الحوثية منذ بداية انقلابها عام2014- عقب اغلاق السفارة الامريكية.. ولتبرير كذبتها زعمت ان عمل الشبكة استمر بعد مغادرة السفارات واستمرت بتنفيذ ادوارها التجسسية التخريبية في عدة مجالات، تحت غطاء منظمات دولية، رافعين شعارات العمل الإنساني للتستر على أنشطتهم!
ونظرا لأن السجين لايمكنه التجسس ضدها اضطرت للادعاء بأن الشبكة تعمل ضد الدولة اليمنية منذ عقود ماقبل الوحدة- اي قبل ولادة الحوثي، رغم ان اعمار المتهمين قبل عقود توحي انهم كانوا صغاراً قبل سن التوظيف!
وكانت العصابة الحوثية اعلنت أسماء 14 منظمة تابعة للأمم المتحدة واخرى دولية زعمت إنها توفر الغطاء لشبكة تجسس أمريكية إسرائيلية.. بينها المفوضية السامية لحقوق الإنسان واليونيسف والفاو للأغذية والزراعة، وحماية الطفولة وجي اي زد الألمانية ومعهد يالي للغة الانجليزية.. وزعم بيان الحوثي ان عمل الشبكة لم يكن منحصراً على التجسس في جانب معين، بل امتدت أعمالها إلى أغلب نواحي الحياة ولامس ضررها الإنسان اليمني في كل المناطق والمجالات، وكانت الذراع الرئيسية لتنفيذ مخططات العدو الأمريكي والإسرائيلي لإهلاك الحرث والنسل، واستهداف الهوية الإيمانية للشعب اليمني ونشر الرذيلة!
مراقبون وصفوا ما ورد في البيان الحوثي بأنها ابتزاز سياسي فاضح للعالم كله الذي يتبرع للمنظمات الإنسانية لسد احتياجات السكان الذين تتركهم الحوثية نهباً للمجاعة والمرض، مؤكدين ان الأسلوب المستخدم في بيان الحوثي مشابه لأساليب تنظيم داعش الإرهابي.. وفيما عززت بيانها باعترافات لمتهمين مزعومين اكد محللون بانها كلها أقاويل عن سنوات ما قبل الحوثي يريد بها ان يقول للمخدوعين بأنه أقوى من السابقين وكشف مالم يكتشفه الاوائلُ!
وفي سياق سخريتهم؛ وصف مواطنون الانجاز الحوثي المزعوم بأنه مسرحية سمجة اعتادت عليها العصابة الحوثية لإلهاء الناس ببطولات فارغة، والتنصل من مسئولياتها وعجزها عن توفير الخدمات ولقمة العيش للمواطنين، لهذا تلجأ لاختلاق شبكات متوالية، تارة شبكة تجسس اميركية، وتارة شبكة اسرائيلية، وتارة شبكة للمثليين، وشبكة لمصنّعي الخمور، وشبكة دعارة قبل سنوات مضت.. داعين العصابة الحوثية الى التفرغ لصرف مرتبات الموظفين التي تنهبها منذ سنوات، وبدلا من إشغال نفسها بشبكات خُنفشارية يكفي ان تضبط شبكة الفساد التي تبتلع الإيرادات في مناطق جبروتها ومايحدث من إثراء لقياداتها الذين يُشبعون بطونهم والناس جوعى!