كشفت منظّمة الصحة العالمية عن رصد ما يقارب 16 ألف حالة إصابة بمرض السل في اليمن في عام 2022، مصنّفة اليمن على أنه بلد يعاني من عبء مرض السل.
ويتفاقم هذا المرض بسبب العديد من العوامل مثل الفقر وسوء التغذية والاكتظاظ المعيشي ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية، خاصةً في المناطق الريفية، كأحد آثار الحرب التي أشعلتها الميليشيا الحوثية أواخر مارس عام 2015.
وأفادت منظّمة الصحة العالمية في بيان بمناسبة اليوم العالمي للسل (24 مارس) بأنه على الرغم من التقدّم الكبير في مكافحة مرض السل في اليمن، إلا أن البلاد لا تزال تواجه عبء هذا المرض.
ومنذ عام 1990، انخفضت معدّلات الإصابة بالسل والوفيات المترتّبة عنه بنسبة 80% و50% على التوالي، ما يدل على تطور الخدمات والرعاية الصحية.
والسل مرض معد يصيب الرئتين ويسبّبه في الغالب أحد أنواع البكتيريا. وينتقل عن طريق الهواء. وهو مرض يمكن الشفاء منه كما يمكن الوقاية منه.
ويندرج القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 ضمن الغايات الصحية المحدّدة في أهداف التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة.
وتؤكد منظّمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن النظام الصحي في اليمن على شفير الانهيار بسبب النقص الحاد في الأدوية والمعدّات والموظّفين، وإذا لم يتم توفير الدعم اللازم فسيصبح الأمر كارثياً.
كما أن رواتب العاملين في المجال الصحي متوقّفة ولم تعد تدفع بشكل منتظم منذ عام 2016 تقريباً، سيّما في المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وبعد أكثر من تسع سنوات من الصراع، لا يزال 18.2 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم، وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2024.
ويعاني اليمن من بعض أعلى معدّلات سوء التغذية المسجّلة على الإطلاق، حيث يعاني ما يقارب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من التقزّم المتوسط إلى الشديد، ولا يزال الوضع مستمراً في التدهور.
كما يعيش ما يقدّر بنحو 6.7 مليون شخص في مخيّمات غير مناسبة، ولا تزال محدودية الوصول إلى الخدمات الحيوية تزيد من سوء ظروف الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك النساء والأطفال.