آراء

مجزرة رداع.. إحدى نتائج الفكر العدواني الحوثي

أبو بهاء الصليحي

|
05:30 2024/03/21
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أثارت مجزرة رداع المروعة التي ارتكبتها قيادات حوثية ردود أفعال واسعة محليا وعربيا ودوليا، وسخطا مجتمعيا عارما، وفيما تحاول المليشيا تبرئة نفسها من الجريمة اعتبرها مراقبون نتيجة طبيعية لفكرها العدواني وثقافة الموت والكراهية التي تغرسها في عقول أنصارها

بأفعالها الإرهابية لا بأيدي خصومها تصر العصابة الحوثية على تهييج نقمة اليمنيين ضدها، لتُنضج ناراً من تحت الرماد تعجل بنهايتها القريبة.. وما مجزرة رداع بمحافظة البيضاء التي ارتكبتها قيادات حوثية إلا صورة مصغرة لسلسلة جرائم متواصلة تقتل فيها اليمنيين بدم بارد، ثم تكتفي بالاعتذار والوعد بمحاكمة الجناة، وتنتهي القضية بتقييدها ضد مجهول. 
فكعادتها عقب كل جريمة لقياداتها او عناصرها أطلقت العصابة الحوثية أبواقها وألسنة قياداتها في مواقع التواصل للتهوين من مجزرة متعمدة لأطفال ونساء ومسنين على يد مدرعات و14 طقماً أمنياً بالزي الرسمي فجروا المنازل على رؤوس الآمنين في شهر الله الأعظم بحجة البحث عن قاتل موجوع انتصر لدم أخيه من قاتل حوثي، واعتبرت الانتقام من الأهالي مجرد تهور شخصي وردة فعل خاطئة لأطقمها القاتلة.. في حين تتناسى ان ماجرى من وحشية هو مجرد تطبيق عملي لما يتلقاه انصارها من دروس دموية، ونتيجة طبيعية لفكرها العدواني المتجذر وثقافة الموت والإرهاب التي بنيت عليها المليشيا، وما تغرسه دوراتها الثقافية وبرامجها الإعلامية وفتاواها وخطابات زعيمها في عقولهم من ثقافة كراهية وتعبئة متشنجة ضد اليمنيين، فضلا عن ما تمنحه لقياداتها من صلاحيات مطلقة لإدارة مناطقهم واطلاق أيديهم لنهب مواردها وابتزاز أهلها وقمع الرافضين لظلمها بكل الوسائل دون رادع، بما فيها القتل وتفجير البيوت على ساكنيها دون أدنى اعتبار لحرمة الشهر الفضيل، او حتى مراعاة لأوجاع غزة الذبيحة التي تدعي نصرتها
وحدها حارة الحفرة من اوقعت الميليشيا الحوثية في حفرة كبيرة وجراح غائرة يصعب التئامها وفق مراقبين، ووضعتها في محك حقيقي لاختبار عدالتها الوهمية بعدما ادعت إحالة المتسببين إلى تحقيق مزعوم تلعب فيه دور الخصم والحكم كعادتها، لا لينالوا جزاءهم الرادع بل لامتصاص نقمة الأهالي لا أكثر
وفيما سارعت لإعلان أسفها وتعويض المتضررين وإحالة المتسببين إلى العدالة شكك المواطنون في هذه الشكليات التي اعتادوها من ميليشيا لا عهد لها ولا ذمة، وذكروها بما اعلنته من وعود تخديرية في جريمة اغتيال جهاد الأصبحي بأيادٍ حوثية في ذات المحافظة وانتهت بعدوان همجي على منطقة الضحية، وما اعلنته في حادثة التدافع المروعة التي راح ضحيتها مئات الفقراء في رمضان الماضي بصنعاء، وغيرها من جرائم فاضحة تسارع بعد ارتكابها لترديد نفس الأسطوانة المشروخة والوعود الزائفة دون ان تشهد الساحة اية مشانق للقتلة، بل غالبا ما تنتهي باعتقالات واسعة لإسكات كل من يطالبها بالقصاص من القتلة

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية