آراء

المسمورة والمنقورة.. بقية من عطر الرسالة

شهاب السماوي

|
01:36 2024/03/09
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 

ما بين "المسمورة والمنقورة" مساحة ضوء وفيض من نور النبوة وأسبقية اليمنيين في اعتناق الإسلام يحرص اليمنيون، والزائرون من بلدان أخرى، على أداء الصلوات وتلاوة القرآن ما بينهما واقتطاف لحظات من قدسية المكان.. وما بين “المسمورة والمنقورة” تتجلى واحدة من معجزات النبوة وما بينهما تقرأ أعين المصلين رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين التي دعاهم فيها إلى الإسلام...
ما بين عمودي “المسمورة والمنقورة” في الجامع الكبير بصنعاء، يقع أقدم المساجد الإسلامية، وأول مسجد بني في اليمن، وهو أحد المساجد العتيقة التي بنيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم..

ووفقا لما رواه محدث اليمن أوائل القرن الهجري الثاني عبدالرزاق بن همام الحميري الصنعاني ووثقه  الرازي في كتابه "تاريخ صنعاء" فقد جاء بناء المسجد بأمر من رسول الله عندما أرسل الصحابي الجليل وبر بن يحنس الانصاري إلى صنعاء في العام السادس الهجري وقال له: “ادعهم إلى الإيمان، فإن أطاعوا لك به فاشرع الصلاة، فإذا أطاعوا لك بها، فمرهم ببناء المسجد لهم في بستان باذان من الصخرة التي في أصل غمدان واستقبل به الجبل الذي يقال له «ضين».

وتشير المصادر التاريخية إلى أن البناؤون نصبوا أثناء البناء دعامتين ووضعوا في إحداهما لوحاً خشبياً ودقوا فيه مسماراً وفي الدعامة الأخرى ثبتوا حجراً فيها نقر، ومدوا خيطاً بين الدعامتين ليتمكنوا من وزن الاتجاه وتحديد القبلة بالمسمورة والمنقورة التي يتوسطهما المحراب وقبلة الجامع المتجهة إلى منتصف الكعبة في مكة المكرمة.

وقد حافظ اليمنيون على موضع الدعامتين بعد بنائهما بالحجر وكتبوا على احدى الدعامات المسمورة وعلى الأخرى المنقورة، واللتين وثق ارتباطهما بحديث النبي وتوجيهاته علاقة اليمنيين بهما، وجعلهم يتباركون بهما ويعظمون كل شعيرة دينية يقيمونها ما بينهما، كما تحولت المساحة ما بين العمودين إلى مكان لفض النزاعات وأداء اليمين.

اليوم وبعد مرور 1440 عاما على بناء الجامع الكبير بصنعاء يسعى الحوثيين لطمس الكثير من الحقائق بما فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته ببناء المسجد، ويتجهون لكتابة تاريخ برؤية سلالية من خلال ما يقومون بترويجه من مغالطات يدعون فيها إن الإمام علي بن أبي طالب هو من قام ببناء الجامع الكبير في صنعاء، متجاهلين أن ما يروجون له يتعارض مع حقائق التاريخ الإسلامي الذي يؤكد أن غزوة علي بن أبي طالب كانت إلى همدان في السنة العاشرة وليس إلى صنعاء أي بعد أربع سنوات على بناء الجامع الكبير.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية