محلي

خبراء يحذرون من أن الضربات الأمريكية والبريطانية لن توقف هجمات الحوثيين

اليمن اليوم - ترجمة عبدالله قائد:

|
12:12 2024/01/22
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

حذر خبراء من أن الضربات الأمريكية والبريطانية على المقاتلين الحوثيين في اليمن لن تردع الجماعة المدعومة من إيران عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر ، مع تصاعد التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وفي حين شنت الولايات المتحدة ما لا يقل عن سبع مرات من الضربات ضد مواقع الحوثيين في اليمن، مع مشاركة المملكة المتحدة أيضا في الضربات الأولى الأسبوع الماضي، أخبر الخبراء صحيفة الإندبندنت أن الضربات ماهي إلا مجرد حل قصير الأجل لمشكلة تتطلب رد فعل طويل الأجل.

ويقول أليسيو باتالانو، الأستاذ المتخصص في الاستراتيجية والعقيدة البحرية في قسم دراسات الحرب في كينغز كوليدج لندن:"لا يوجد شيء في سردية الحوثيين يشير إلى أن لديهم أي نية للتوقف، مهما كان الثمن".

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس إن الضربات الجوية ستستمر، حتى مع اقراره بأنها قد لا توقف هجمات الحوثيين. "هل ستوقف الحوثيين عما يقومون به؟ فأجاب : لا. هل سيستمرون في ذلك؟ فرد: نعم.

بدأ الحوثيون هجماتهم على طول طريق التجارة البحرية الرئيسي في نوفمبر، حيث زعمت الحركة المتحالفة مع حماس أنها تهدف إلى وقف الحرب في غزة. قتلت حماس 1,200 إسرائيلي، واحتجزت 240 رهينة آخرين، نصفهم تقريبا لا يزالون أسرى في غزة، خلال هجوم في 7 أكتوبر. وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وشنت غارات جوية وعمليات برية داخل غزة، مدعومة بحصار. ويقول مسؤولو الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس إن أكثر من 25 ألف شخص قتلوا هناك.

وفي حين يدعي الحوثيون أنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل، إلا أنهم استهدفوا أكثر من 30 سفينة تجارية منذ 19 نوفمبر.

وشكل الحوثيون خطرا زعزع استقرار سلاسل التوريد بين آسيا وأوروبا باستخدام المواقع في شمال غرب اليمن التي تحيط بمضيق باب المندب، الذي يمر عبره حوالي 12 في المئة من حركة الملاحة البحرية العالمية.
وأجبرت هجماتهم مئات السفن التجارية على تغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح، وهو التفاف طويل على أفريقيا، وتضاعفت أقساط التأمين على شركات الشحن التي تعمل في المنطقة.

في أواخر شهر ديسمبر، أنشأت الولايات المتحدة تحالفا بحريا في البحر الأحمر أطلقت عليه عملية "حارس الازدهار"، بدعم من المملكة المتحدة، لمواجهة هذا الخطر.

يقول البروفيسور باتالانو إن الضربات الأولية على مواقع الحوثيين كان لها تأثير واضح. ويشير إلى أنها "تناقصت من أكثر من 20 صاروخا وطائرة مسيرة في كل هجوم [للحوثيين] إلى طلقة واحدة فقط"، مشيرا إلى ذلك دليل على تدهور القدرات الهجومية للجماعة. غير انه يصف الإرادة الكبيرة لمنع هجمات الحوثيين بشكل نهائي بأنها "ساذجة".

ويشير براء شيبان، الخبير في شؤون اليمن في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث أمني مقره لندن، إلى أن قدرة الولايات المتحدة على تدمير قدرات الحوثيين على المدى الطويل تمثل مشكلة.

هذا شيء اعتاد عليه [الحوثيون]". "إنهم متحركون للغاية. لقد كيفوا قدراتهم العسكرية حول كيفية الاستمرار بحملة جوية ضدا على [الضربات التي تستهدفهم]".

وفقا ل Offshore Energy ، وهي نشرة تجارية متخصصة في الطاقة البحرية ، "لم تتعرض إمدادات النفط للخطر" حيث أعادت شركات مثل BP و Shell توجيه سفنها بعيدا عن البحر الأحمر. اسعار التأمين مقابل الحرب، وهي تعريفة يجب أن تدفعها شركات الشحن للإبحار في المياه الخطرة، ربما تضاعفت إلى 0.7 في المئة، إلا أن صناعة الشحن يمكن أن تتحمل زيادات أكبر، كما يقول البروفيسور باتالانو، مستشهدا بالأسعار التي بلغت 10 في المئة تقريبا خلال حرب الناقلات بين إيران والعراق في ثمانينيات القرن العشرين.

غير أنه، وكما قال بايدن، فلا يزال الحوثيون يشكلون خطرا، وسيزداد التأثير الاقتصادي إذا استمرت الضربات لعدة أشهر.
ومن الآن فصاعدا، يقول باتالانو إنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستتطلع إلى تطوير استراتيجيتها مع وضع هذا الواقع الجديد في الاعتبار. ويقول إن تدمير القدرة الهجومية للحوثيين، أو إقناعهم بالتوقف، يبدو مستحيلا الآن، على الرغم من أن الولايات المتحدة ستواصل على الأرجح السعي لذلك.

وأضاف: "يجب أن تكون الاستجابة مزيجا من الاستراتيجيات المختلفة التي تقلل من المخاطر في بيئات مختلفة".

وتابع "يجب على الولايات المتحدة أيضا تقليل عدد القوافل التي تمر عبر البحر الأحمر ، والنظر في مرافقة موسعة للسفن التجارية في المنطقة".
يجب أن يكون ذلك كافيا لإبقاء اسعار التأمين مقابل الحرب لفترة أطول قليلا".

واعترف جو بايدن بأن الضربات على مواقع الحوثيين فشلت في ردع المزيد من أعمال المتمردين.

كان هناك بعض الاقرار من قبل المسؤولين بأن هناك حاجة إلى تخطيط طويل الأجل. قالت الحكومة البريطانية إنه سيتم تحديث الصواريخ البحرية الملكية التي استخدمت لإسقاط طائرات الحوثيين المسيرة في البحر الأحمر.

سيحصل نظام الدفاع الجوي على صواريخ أكثر فعالية تتميز برأس حربي جديد ، وتطوير وتحديث برنامج سيمكنه من مواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية. وسيساعد ذلك على حماية مجموعة الضربات المحمولة التابعة للبحرية ، ويسمح بتتبع واستهداف وتدمير مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية على بعد أكثر من 70 ميلا. سيتم الانتهاء من التحديث التي تبلغ تكلفته 405 ملايين جنيه إسترليني بحلول عام 2032. ومن المأمول أن يساعد هذا التحديث سفن البحرية على التعامل بشكل أفضل مع الأخطار الأكثر تعقيدا في المستقبل.

وقال وزير الدفاع، غرانت شابس: "مع تدهور الوضع في الشرق الأوسط، من الضروري أن نتكيف للحفاظ على سلامة المملكة المتحدة وحلفائنا وشركائنا". كانت Sea Viper في طليعة هذا الإجراء ، كونها السلاح المفضل للبحرية في أول إسقاط لتهديد جوي منذ أكثر من 30 عاما.

واضاف: "لقد ضمنت علاقتنا القوية والدائمة مع الصناعة البريطانية أنه يمكننا نشر أحدث القدرات التكنولوجية حيثما كانت مطلوبة، مع دعم مئات الوظائف في جميع أنحاء البلاد وتعزيز ازدهار المملكة المتحدة."

غير انه في غضون ذلك، تخاطر الولايات المتحدة بالتسبب بتحسين الحوثيين لسمعتهم في المنطقة، كما يقول براء شيبان، الذي أمضى سنوات مع الحكومة اليمنية يتفاوض مع الحوثيين قبل أن تجبره الحكومة على العيش في المنفى لانتقاده سجلها في مجال حقوق الإنسان.

ويفيد بالقول: "تحتفي العديد من الدول العربية بما يفعله الحوثيون باعتبارهم المجموعة الوحيدة التي تحاول صد إسرائيل". ربما يفعلون ذلك لأسباب أخرى، في محاولة منهم لصرف الانتباه عن القضايا الداخلية، إلا أن هذا ليس ما يفهمه [الكثير] من الشعوب العربية".

بالنسبة لشيبان، هذا شيء لم تدبره الولايات المتحدة، وهو يخاطر بعواقب سلبية خطيرة. كما يعتقد أن آمال الولايات المتحدة في أن تتوقف الهجمات إذا انتهت الحرب في غزة هي في غير محلها، حيث يوضح: "يريد الحوثيون أن يكون لهم تأثير طويل الامد على المجتمع الدولي، والآن أظهروا ذلك، بأن لديهم هذا التأثير". سيستمر الحوثيون في ذلك".

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية