تتسم إدارة ميليشيا الحوثي الأرهابية لمؤسسات الدولة والسلطة بشكل عام التي انقلبت عليها واخذتها بقوة السلاح، بالإنفلات والغوغائية وصراع الأجنحة.
وظهرت صراع المصالح والولاءات التي تعيشها ميليشيا الحوثي، على السطح وطالت تداعياتها مصالح المواطنين بمختلف فئاتهم ومكوناتهم، أما الوضع العام فزاد كارثية.
ومن أبرز المتضررين في الأيام القليلة الماضية لصراع أجنحة الميليشيا، فئة طلبة الجامعات، وتحديداً طلاب كلية الطب بجامعة صنعاء، الذي باتوا يواجهون مستقبلا مظلماً ومجهولاً بعد أن تم اخطار الجامعة بسحب الاعتماد المحلي والدولي للكلية.
قرار سحب الاعتماد ووفقاً لمصادر مسؤولة، جاء كون كلية الطب لم تعد تملك مستشفى تعليمي، بعد أن قام القيادي في الميليشيا المدعو طه المتوكل والمعين من قبلها وزيراً للصحة، بسحب صلاحيات الجامعة من مستشفى الكويت الجامعي لحسابه في الوزارة.
وأكدت المصادر أن خطوة القيادي الحوثي المتوكل، تأتي ضمن الصراع والخلاف الدائر بينه وبين رئيس جامعة صنعاء المدعو القاسم محمد عباس القيادي الآخر في صفوف الميليشيا.
الصراع بين رئاسة جامعة صنعاء ووزارة الصحة الذي يأتي ضمن الإنفلات وتقاسم مؤسسات الدولة بين اجنحة ومراكز نفوذ الحوثيين انعكس سلباً على طلبة كلية الطب بجامعة صنعاء، الذين باتوا مهددين بضياع سنوات دراستهم هباء وذهابها أدراج الرياح، نتيجة العقم الإداري الذي يعاني منه الحوثيون.
لجنة الاعتماد الدولية التي زارت كلية الطب قبل اسبوع، أبلغت عمادة الطب برفضها منح الكلية الاعتماد المحلي والدولي لها، كون طلابها لا يملكون مستشفى تعليمي، وهو احد الشروط اللازمة والاساسية لمنح الاعتماد للكليات الطبية، وذلك بعد ان سحب المدعو طه المتوكل صلاحيات الجامعة من مستشفى الكويت التابع لكلية الطب، ونقلها إليه، بسبب خلافات بينه وبين القاسم.
الحوثيون ومنذ استيلائهم على السلطة بقوة السلاح، يواصلون النخر في جسد مؤسسات الدولة، وعلاوة على ذلك ينقلون الخلافات بين قياداتهم إلى آليات عمل الكيانات والمقرات والمراكز الحكومية، الأمر الذي يلقي بظلال قاتمة على مستقبل دولة ومؤسسات ظل ابناء الشعب يبنونها طيلة ثلاثة عقود.