آراء

عصابة الحوثي في أضعف حالاتها..(إطلالة خاطفة على واقع المليشيا من الداخل) (1-3)

جميل العمراني

|
02:41 2023/10/03
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كثيرون وكثيرون جداً لا يدركون طبيعة تكوين حركة الحوثيين الانقلابية، وبالتالي يجازفون في الحكم والتكهن بسلوكها، بل وهناك من ينظر إليها من بعيد، وخصوصا السياسيين، وكأنها من المتانة بمكان بحيث لا تقهر، ويصفها محللون، مخطئين، بالتماسك والقوة، غير متنبيهين إلى حال المليشيا من داخلها الملهل لأسباب جوهرية عدة منها تعدد مكوناتها.. ولعل مثل تلك التصورات الخاطئة هي ما يمنحها أكثر من حقها في الحضور والقوة..!!

فالوضع داخل الحركة معقد بشكل صار لا يمكن معه اتخاذ قرارات حاسمة من أي قيادي فيها حتى من يوصف بقائد الحركة المدعو عبدالملك الحوثي، الذي أصبح في مرحلة ما في عزلة تامة عن القار والتوجيه، وتحول مجرد خطيب ومرشد لا قرار مصيري أو ميداني له، حتى على مستوى تعيين حركي أو إداري..

وبطبيعة الحال فإن العلاقات بين التوجهات المختلفة داخل منظومة الجماعة كانت أكثر تماسكا، عندما كانوا مجرد جماعة خارج منظومة السلطة تسعى متحالفة ومتآزرة للحصول على السلطة، وكانت في أمس الحاجة لبعضها بعضا لتشكيل القوة اللازمة لمواجهة القوى المنظمة داخل وخارج السلطة.. كانت تلك مرحلة المغارم، وهم بحاجة للقوة التي تقلل من تلك المغارم، فمن الطبيعي أن يكون اجتماعها وتحالفها لازما وضرورة تقتضيها المرحلة..

بعد تحقيق الهدف الرئيسي وهو الإطاحة بالدولة والاحتكام على موسساتها ومواردها، تأتي مرحلة المغانم، خصوصا حين تكون المغانم كبيرة بل ضخمة، إنها مقدرات وموارد دولة..!! إلى جانب أموال وممتلكات خاصة ضخمة، رحل عنها خصومهم السياسيون مخلفين إياها وراءهم، متمثلة في أموال مودعة في البنوك وممتلكات وعقارات وشركات كبرى.. وهنا من الطبيعي جدا، أن يسيل لكل هذا لعاب الامتلاك والغنى والترفيه من جهة والتسلط من جهة أخرى لدى القيادات وحتى لدى عامة الأفراد..

في هذا المستوى أو هذه المرحلة إذا جاز الوصف، يبدأ التداعي في نظام وبنية الجماعة وتحالفها وفقا للمصالح التي سيتحصل عليها كل طرف وجزء من الأجزاء المكونة للجماعة، بل وكل شخصية من قيادات تلك الأطراف، بحيث تكون الكعكة جاهزة على الطاولة، ولكن كيف يكون تقسيمها وعلى من ومن سيقوم بتقسيمها..؟!

هنا تعود الأطراف كل إلى قواعدها وتفترق الغايات وتنشأ الخلافات التي تصل حد الاقتتال والافتراق، ولكن يظل حاضرا لا يغيب احتمال خسارة المنجز المتحقق، نتيجة ذلك الافتراق، وهنا مهما كان حجم الاختلاف إلا أن أطراف الجماعة تتفق على الأقل على أمر جوهري واحد، وهو إبقاء تلك الخلافات مخبأة تحت عباءة الظاهر التي تبدو متينة الحبكة.. وهذا هو ما تعيشه مليشيا الحوثي في الوقت الراهن..

فالجماعة تشهد انقسامات كبيرة جدا، لو ظهرت أو لعب عليها خصومها بالإمكان الإطاحة بتحالفات الجماعة ورميها خارج الواقع بسهولة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية