تتعرض اليمن لنوع آخر من الحرب في اليمن تتمثل بحرب النفط ، ففي الوقت الذي كانت كميات قليلة من النفط ترفد الحكومة اليمنية بالنقد الأجنبي، أقدمت ميليشيا الحوثي باستهداف موانئ التصدير منتصف أكتوبر من العام الماضي ما أدى إلى التوقف الصفري وخسارة أكثر من مليار دولار وهو ما دفع تقرير دولي إلى استبعاد عودة الإنتاج أو زيادته في الوقت الحالي.
وكشف التقرير الذي نشرته مؤسسة S&P Global الأمريكية المختصة بقطاع النفط حول العالم أن إنتاج النفط والغاز اليمني تباطأ إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة بعد أن هاجم الحوثيون محطات التصدير لقطع مصدر الإيرادات الحيوي للحكومة اليمنية.
وقال التقرير على الرغم من تباطؤ أعمال العنف منذ بدء المفاوضات في أبريل بين الرياض والحوثيين إلا أن إنتاج النفط والاستثمار لن يزداد حتى تتوصل الأطراف اليمنية إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب المستمرة منذ 9 سنوات.
وأوضح التقرير أن السلام المأمول لا يزال بعيد المنال في ظل المعطيات الراهنة.
ونقل التقرير عن المديرة التنفيذية لشركة "كريستول انيرجي" كارول نخلة قولها : ما زلت متشككة حتى يتحقق سلام حقيقي" فالثقة في سياسات الحكومة والاستقرار السياسي وتوفر وسلامة وأمن البنية التحتية ليست سوى بعض العوامل التي ستشكل مستقبل الاستثمار في القطاع النفطي باليمن.
وأضاف التقرير على الرغم أن اليمن الواقعة في قلب ممرات الشحن الدولية الرئيسة ليست منتجاً رئيساً مقارنة بدول عربية أخرى إلا أنها تمتلك 3 مليارات برميل من النفط الخام و17 تريليون قدم مكعب من الغاز وفقاً لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية.
ونقل التقرير معلومات رسمية عن أن اليمن تنتج حالياً ما بين 7 إلى 10 آلاف برميل في اليوم وكلها مكررة محلياً وقد أثر انخفاض الإنتاج ونقص الصادرات على المالية العامة منذ أن ساهم النفط بنسبة 63٪ من عائدات الحكومة قبل الحرب وفقا لصندوق النقد الدولي.
وبلغ إنتاج النفط ذروته عند 450 ألف برميل في اليوم عام 2001 لكنه انهار منذ ذلك الحين نتيجة نقص الاستثمار والحرب.
ويتم إنتاج معظم النفط الخام من قبل المؤسسة العامة اليمنية للنفط والغاز الحكومية وشركة بترومسيلة في حين أن مجموعة من الشركات الأجنبية بما فيها شركة OMV النمساوية وCalvalley الكندية وMedco Energy الإندونيسية لا تزال متوقفة.
وكانت شركة OMVالتي وافقت في يناير على بيع قطاعاتها النفطية اليمنية الثلاثة إلى شركة Zenith Energy الكندية قالت إنها أنتجت 600 ألف برميل في عام 2022 أو ما يقرب من 1644 برميلاً في اليوم.
وكان اليمن ينتج في 2014 بواقع 125 ألف برميل في اليوم من الخام من أحواض المسيلة ومارب وشبوة لكن الصادرات توقفت تماماً بمجرد بدء الحرب في 2015.
واستأنفت الحكومة إنتاج النفط في 2017 لكن الصادرات كانت متقطعة وتأرجحت بشكل كبير من شهر لآخر ما بين 18 إلى 81 ألف برميل في اليوم لكنها توقفت تماماً إلى درجة الصفر بعد استهداف ميليشيا الحوثي موانئ التصدير في خليج عدن والبحر العربي.
واختتم التقرير الدولي بالتأكيد على أن استئناف إنتاج الغاز الطبيعي المسال يتطلب اتفاقية أمنية مع كيان حاكم واحد.