محلي

المبعوث الأمريكي ليندركينغ: محادثات السعودية والحوثيين لا يمكنها حل النزاع

اليمن اليوم - لقاء خاص:

|
12:23 2023/06/10
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في أول خطاب له عن السياسة الخارجية بعنوان "مكانة أمريكا في العالم"، وعد الرئيس "بايدن" بإنهاء الحرب في اليمن وضمان عدم مقايضة أمريكا لقيمها ببيع الأسلحة أو شراء النفط.

أثار قرار "بايدن" إعطاء الأولوية لليمن من خلال تعيين مبعوث خاص، "تيم ليندركينغ" الآمال في أن التركيز الكبير على الدبلوماسية من قبل الولايات المتحدة، قد يدفع الحرب المدمرة في اليمن أخيرا نحو الحل السلمي لكن ومع ذلك وبعد قرابة الثلاث سنوات، لم يتم الوفاء بهذا الوعد بعد.

لمناقشة دور إدارة الرئيس "بايدن" في إنهاء الصراع في اليمن، ينضم إلينا "تيم ليندركينغ" المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن.

 

مرحباً بكم في البعد الثالث، سيد "ليندركينغ".

شكراً جزيلاً

مرت ثلاث سنوات منذ إدلاء الرئيس "بايدن" بتصريحاته حول اليمن، ومع ذلك  لا يزال اليمنيون في جميع أنحاء البلاد يتحملون ويلات الحرب. كيف ساهمت الدبلوماسية الأميركية في إنهاء معاناة اليمنيين؟

أعتقد أن هذا سؤال رائع؛ لقد مضى أقل من عامين ونصف على هذا التصريح، وأعتقد أن التقدم الذي أحرزناه خلال هذه الفترة نحن والمجتمع الدولي وأطراف النزاع مهم للغاية؛ عندما تولى الرئيس "بايدن" منصبه قبل أكثر من عامين بقليل، كانت الحرب مستعرة في اليمن، فقد كانت هناك هجمات من اليمن عبر الحدود في عام 2021 بوتيرة عالية إذ بلغت الهجمات أكثر من 400 هجمة، في المقابل كانت هناك غارات جوية من التحالف بقيادة السعودية على اليمن، كانت هناك خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير للبنية التحتية، توقف الكثير من ذلك، وأعتقد أن هذا تطوراً ضخماً، ولكنه لا يعني أن الحرب قد انتهت، إنما في الواقع كانت هناك هدنة سارية بشكل رسمي وغير رسمي لأكثر من عام، ولم تحدث هجمات عبر الحدود من الجانبين منذ (آذار) مارس 2022، كما خلقت الهدنة أثرا ملموسا وإيجابيا على اليمنيين في عدة جوانب، حيث افتتح مطار صنعاء لأول مرة أمام الرحلات التجارية منذ عام 2016 ، بالإضافة إلى ذلك وصول النفط والسلع الأخرى إلى ميناء الحديدة بمستوى غير مسبوق منذ بدء الصراع، وأصبح اليمنيون الآن قادرين على التنقل داخل بلدهم وعلى متن الرحلات الجوية، مما يوفر لهم الرعاية الطبية في الأردن ودول أخرى ويمكنهم من مقابلة عائلاتهم.

يجب على اليمنيين أنفسهم إبداء آرائهم في هذا، فليس الأمر متروكا لي أو للولايات المتحدة لقياس تأثير هذه التغييرات، لكنني أعتقد أنك إذا سألت اليمنيين فسوف يقولون إن هذه تغييرات مهمة للغاية.

نتفق أيضا على أنه يجب بذل المزيد من الجهود للوصول إلى عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وتصل إلى حل جوهر المسألة.

إن المحادثات اليمنية اليمنية حول مستقبل البلد أمر بالغ الأهمية، ونحن مصممون على دعم كل جهد يمكن من الوصول إلى هذه النقطة.

 

قلت في إحدى إحاطاتك السابقة: "نحن ماضون حتى النهاية، وهذه ليست مجرد مسألة تأمين وقف إطلاق  نار قصير الأمد". هل يمكنك توضيح ذلك بشئ من التفصيل؟ بمعنى آخر، إذا لم يكن هناك وقف إطلاق نار آخر أو هدنة أخرى طويلة الأمد، فماذا ينتظر اليمنيون؟

دعني أكرر بالضبط ما نقلته عني، لا نقبل مجرد هدنة على الرغم من الإيجابيات التي أشرت إليها مثل انخفاض الهجمات عبر الحدود، وانخفاض القتال، وقدرة اليمنيين على التنقل في أنحاء بلدهم والحصول على الرعاية الطبية وزيارة العائلات في الخارج.

أعتقد أن هذه أشياء مهمة لكننا لم ننته بعد، ولا أعتقد أن اليمنيين يرون أن الوضع مُرضٍ حتى الآن. لا يزال هناك الكثير من انعدام الأمن الغذائي في البلد، والبنية التحتية المتضررة، والاعتبارات الإنسانية التي لا تزال حادة للغاية.

حتى يومنا هذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بعد، لم يجتمع الطرفان سوياً للاتفاق على تلك الشروط، لا يزال هناك الكثير من النشاط الدبلوماسي للوصول إلى ذلك من جانبنا، وبين السعوديين والحوثيين في اجتماعاتهم بصنعاء، لكن التحديات الأساسية لم تتم مواجهتها حتى الآن، مثل مسألة منح موظفي الخدمة المدنية اليمنيين رواتبهم مقابل كل العمل الذي قاموا به لدعم المؤسسات التي لا تزال تعمل في اليمن، مثل المستشفيات والمدارس.

 يحتاج هؤلاء العمال إلى رواتبهم، وهذه مشكلة رئيسية نحتاج إلى حلها، ومن هناك يمكننا الانتقال إلى هدنة دائمة ومحادثات سياسية يمنية يمنية.

 

لقد ذكرت المحادثات السعودية الحوثية المباشرة. لقد تحولت مناقشات القنوات الخلفية إلى محادثات مباشرة، ورحب أعضاء مجلس الأمن بهذه الخطوة. ما هو موقف الولايات المتحدة من هذه المحادثات؟

 

ذهب الرئيس "بايدن" إلى المملكة العربية السعودية العام الماضي. ووزير الخارجية "أنطوني بلينكن" موجود في المملكة العربية السعودية ، ويلتقي بالقيادة السعودية والقيادة اليمنية لدفع أجندة إيجابية لحل هذا الصراع. لكن موقفنا هو أن بنود الهدنة رغم أنها جيدة تحتاج إلى تعزيز، عندما ذهب الرئيس "بايدن" إلى المملكة العربية السعودية العام الماضي، كان قادراً على التحدث إلى ولي العهد حول أهمية التواصل المباشر مع الحوثيين. وذلك أدى إلى تقريب الفجوات بين الجانبين. لكن المحادثات التي تتم عبر القنوات الخلفية للولايات المتحدة، بين السعودية والحوثيون لا يمكنها حل النزاع وحدها. يمكنهم إحراز تقدم ومعالجة العقبات الأساسية، ولكن يجب أن يكون هناك حل وسط من كلا الجانبين. في نهاية المطاف تحتاج هذه المحادثات إلى الانتقال إلى عملية تقودها الأمم المتحدة للدفع بعملية السلام والمحادثات اليمنية اليمنية ودعم حل النزاع.

في هذا السياق، هناك مخاوف بين الفصائل المناهضة للحوثيين من أن مثل هذه المحادثات يمكن أن تقوض دور المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية. ما هو موقفك من هذا الأمر؟

ليس هذا هو المأمول من هذه المحادثات، في حين أن السعوديين قد لا يشيرون إليها على أنها محادثات لكن من أجل التسهيل، دعونا نستخدم هذه الكلمة.

 تهدف هذه المحادثات الخلفية إلى سد الفجوة بين الجانبين الآن، لكن في نهاية المطاف، يتعين على اليمنيين أنفسهم اتخاذ قرارات رئيسية حول القضايا الهامة للغاية والحكم داخل اليمن، مثل دور الجنوب في اليمن، وتوزيع الموارد.

 اليمن يمتلك الكثير من الموارد والإمكانات الهامة للغاية لإنتاج النفط والغاز الطبيعي التي لا يتم استغلالها، هذه الموارد هي العمود الفقري للاقتصاد اليمني، ويجب أن تكون متوفرة لتحفيز الاقتصاد، لذلك، نريد أن نشهد محادثات سياسية يمنية - يمنية للاتفاق على هذه القضايا الجوهرية. ليس بإمكان الآخرين تحديد هذه القضايا، هذا أمر يقرره اليمنيون أنفسهم.

 

في 17 مايو استقبلت "جروندبرج" وفريقه في واشنطن. كيف تصف التنسيق بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة للدفع بجهود السلام في البلد؟

أنا سعيد كونك ذكرت تلك الزيارة. قام مبعوث الأمم المتحدة "هانز جوندبرج" بزيارة واشنطن بالفعل والتقى كبار القادة الأمريكيين مثل وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي. نحن نؤيد تماما العمل الذي يقوم به للجمع بين الجانبين، سواء كانت المحادثات السياسية اليمنية اليمنية، أو الإفراج عن السجناء الذي رأيناه في أبريل، مع الإفراج عن 900 سجين وما يزال المزيد بانتظار الإفراج. أو محادثات مهمة حول قضية دفع الرواتب، وعقبات أخرى حالت دون توصل السعوديين والحوثيين إلى اتفاق، نريد دعم الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية والحوثيين من أجل الدفع بهذه الأمور إلى الأمام حتى يمكن استئناف المحادثات السياسية اليمنية اليمنية.

نحن في تنسيق كامل مع الأمم المتحدة بشكل شبه يومي لدعم جهود "جروندبرج".

إذا انتقلنا الآن إلى إيران. في إيجازك الصحفي الأخير عبر الإنترنت، في 11 مايو (أيار)، قلت إن التقارب بين السعودية وإيران لم يمنع طهران من إرسال أسلحة إلى الحوثيين. كيف تقيم دور إيران في تأجيج الصراع اليمني؟

أعتقد أنه خلال السنوات الماضية، أججت إيران الصراع في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي التي أقرها المجتمع الدولي لمنع تهريب الأسلحة من إيران بأي وسيلة كانت إلى اليمن. نأمل أن يضع اتفاق السعوديين والإيرانيين حداً لهذا النوع من التهريب.

من السابق لأوانه القول إن هذا المسألة قد تم تجاوزها ، وهذا نشاط شاركت فيه إيران لسنوات عديدة، لكننا نأمل أن تفي إيران بالتزامها تجاه المملكة العربية السعودية بإنهاء التهريب ودعم العملية السياسية بشكل مباشر. وعليها أن تقدم دعمها للتصريحات التي أدلت بها حول الترحيب بالهدنة والعملية السياسية. هذان هما المجالان اللذان نود أن نرى إيران تعالجهما، وسيكونا موضع ترحيب من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

 

الآن إذا انتقلنا إلى موضوع الساعة، خزان النفط صافر لقد أحرز المجتمع الدولي تقدماً ملموسا في هذا الملف بدعم من الولايات المتحدة. ً

هل فكرت في إشراك بعض فرق الصيانة المحلية أو ممثلين عن المجتمع المدني في عملية الإنقاذ، أم أن هذا الأمر محصور بين الأطراف المتحاربة فقط؟

هذا سؤال جيد. كان التحدي حتى هذه اللحظة هو الحصول على تصريح. لقد عرقل الحوثيون التقدم في ملف خزان صافر لعدة سنوات، لكنهم وقعوا قبل عام ونصف اتفاقية مع الأمم المتحدة للسماح ببدء هذه العملية. لقد كان خزان صافر كقنبلة موقوتة جاهزة لتسريب النفط في البحر الأحمر، مما يلحق الضرر بالصيد وسبل العيش، ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن.

 يوجد الآن فريق من الخبراء التقنيين على متن خزان صافر لتقييم حالة أجزائها والاستعداد لعملية التفريغ، وهو تقدم ملموس. وفي حين كان هذا التقدم بقيادة الأمم المتحدة، فقد تلقت الدعم في العديد من المجالات. وتعهدت عدة دول مثلنا بتقديم 10 ملايين دولار لإنجاح هذا الجهد، كما ساهمت في هذا المملكة العربية السعودية وهولندا والمملكة المتحدة. لقد كان القطاع الخاص والمجموعات البيئية داعمين لهذا الجهد أيضاً، وقد وصلت هذه الجهود أخيرا إلى نتيجة آمنة ونأمل أن تكون في الأسابيع المقبلة. لا تزال هناك فجوة قدرها 28 مليون دولار تسعى الأمم المتحدة إلى جمعها، ونحن ندعم جهودها لجمع تلك الأموال. لا يشمل هذا الجهد نقل النفط فحسب، بل يشمل أيضا سحب خزان صافر بشكل آمن.

بذلك التعليق على خزان صافر، نكون قد وصلنا إلى نهاية المقابلة.

كل الشكر لك، السيد ليندركينغ على قبولك لمخاطبة اليمنيين عبر منصة اليمن اليوم

شكرا جزيلا..

أنا أقدر هذه الفرصة شكرا جزيلا

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية