قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، إن الحكومة الصينية تخشى من تشديد اليابان قيودها على صادراتها من صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات لدرجة أنها تخاطر بضرر إنتاجها من السيليكون منخفض الجودة، في إطار إعلان طوكيو عزمها وضع قيود على صادرات 23 نوعًا من معدات صناعة الرقائق الأساسية بدءاً من يوليو، تماشيًا مع الولايات المتحدة وهولندا في تنفيذ ضوابط تصدير شاملة يمكن أن تحد من وصول الصين إلى الرقائق المتطورة.
وكانت بكين طلبت من مشغلي البنية التحتية للمعلومات الحيوية، الكف عن شراء منتجات شركة "ميكرون تكنولوجي" الأمريكية لصناعة الرقائق الإلكترونية، إثر فشلها في تقييم للأمن القومي، في خطوة هي الأحدث في مسار "حرب الرقائق الإلكترونية" بين الصين والولايات المتحدة، ما أثار ردود فعل أمريكية اتهمت الصين بالتسبب "باضطرابات في سوق الرقائق" العالمية.
وتخشى صناعة أشباه الموصلات في الصين، أن تكون القيود اليابانية على صادرات معدات صناعة الرقائق الحاسمة واسعة جدًا لدرجة أنها تخاطر بضرر إنتاجها من السيليكون منخفض الجودة، المستخدم في كل شيء من السيارات إلى الغسالات.
قالت طوكيو إنها تعتزم وضع قيود على صادرات 23 نوعًا من معدات صناعة الرقائق الأساسية من بداية يوليو، حيث تتماشى مع الولايات المتحدة وهولندا في تنفيذ ضوابط تصدير شاملة يمكن أن تحد من وصول الصين إلى الرقائق المتطورة.
في المقابل، فإن المديرين التنفيذيين في الصناعة الصينية الذين درسوا التفاصيل الدقيقة للقواعد المقصودة، يقولون إنهم من المحتمل أن يذهبوا إلى أبعد من الولايات المتحدة في تقييد قدرة الصين على صنع أشباه الموصلات.
وقال مسؤول تنفيذي في مصنع رقائق صيني، طلب عدم ذكر اسمه، إن "ضوابط التصدير اليابانية ستكون مزعجة للصين أكثر من عقوبات واشنطن العام الماضي".
في أكتوبر الماضي، وضعت واشنطن قيودًا على تصدير المعدات القادرة على إنتاج رقائق بمستويات تصغير أقل من 14 جزء من المليار من المتر، أو في بعض الحالات 16 نانومتر.
تشير العقدة النانومترية إلى أجيال مختلفة من تكنولوجيا إنتاج الرقائق؛ إذ إن الرقائق الأكثر تقدمًا للهواتف الذكية، على سبيل المثال، هي رقائق 3 نانومتر، بينما يتم إنتاج الرقائق الأكثر نضجًا للأجهزة المنزلية والمركبات وأدوات إنترنت الأشياء عند 28 نانومتر فيما فوق.
في المقابل، تشتمل مواصفات اليابان على شرائح أساسية مثل 45 نانومتر، في ضوابط التصدير لمعدات مثل تلك المستخدمة في الطباعة الحجرية التي توفرها “نيكون”، لأن بعض التقنيات يمكن أن تكون ضرورية في إنتاج رقائق متقدمة.
قال مسؤول حكومي صيني يعمل عن كثب مع صانعي الرقائق، إن شركة “إس إم إلـ”الهولندية للطباعة الحجرية توقعت فقط قيودًا على الأجهزة التي تنتج رقائق متقدمة، بينما ستواجه منافستها الأصغر “نيكون” قيودًا أكثر شمولاً في اليابان.
ذكر مصدر مقرب من “إس إم إل”ـ أن الشركة لا تزال تنتظر التفاصيل النهائية من الحكومة، والتي من المتوقع أن توضح قيودها بحلول منتصف يوليو.
قالت “نيكون” إنها لا تتوقع أي تأثير من ضوابط التصدير اليابانية للسنة المالية الحالية 2023 - 2024.
وتتوقع شركة طوكيو إلكترون، وهي مورِّد آخر للمعدات، أن تنخفض إيراداتها السنوية بنسبة 23% عن العام السابق لتصل إلى 1.7 تريليون ين (12.3 مليار دولار)، لكن المسؤولين التنفيذيين امتنعوا عن التعليق على مقدار التراجع الذي نتج عن هذه الإجراءات.
وحذرت رابطة صناعة أشباه الموصلات في الصين، والتي تمثل 900 شركة، الشهر الماضي من أن نطاق المعدات المصدرة التي يمكن أن تقيدها اليابان “واسع للغاية”، ويمكن أن يؤثر على سلاسل التوريد لتكنولوجيا الرقائق الأكثر نضجًا.
ودعت الحكومة الصينية إلى "اتخاذ إجراءات مضادة حاسمة إذا أصرت الحكومة اليابانية على تدمير العلاقة الودية والتعاونية بين صناعات أشباه الموصلات الصينية واليابانية".
وفقًا لشركة الأبحاث "ترند فورس"، من المتوقع أن تشغل الرقائق التي يتم إنتاجها بمقاس 28 نانومتر وما فوق 75 إلى 80% من الطاقة الإنتاجية للمسابك على مستوى العالم في السنوات الثلاث المقبلة.