شطح السفير وسط جماعة تمتهن الشطح وتحترف صناعة البطولات الكلامية ، والتكسب السياسي من معارك المزايدات في بازار استعراض المواقف.
أراد آل جابر أن يقول أي كلام خارج سياقات المهمة التي جاء إلى صنعاء من أجلها ، حاملاً في حقيبته الدبلوماسية صكاً للتوقيع عليه تم صياغته في الرياض وطهران ، فأطلق تصريحاً يعيد تحديد موقع السعودية في الحرب اليمنية كوسيط ، لا كشريك فعلي في إدارة المجهود الحربي طيلة كل تلك السنوات الدموية العجاف، بل ذهب بعيداً لتصوير الحوثي كمهزوم يفاوض من موقع الخضوع على مبادرة السعودية التي أطلقتها عام ٢٠٢١ ورفضتها حينها صنعاء، وتجاوزتها تفاهمات بكين.
هذه السقطة الكلامية منحت محمد البخيتي منصة خطابة وأطلقت للرد بصورة غير رسمية على تصريح السفير ، بإعادة التذكير بموقع السعودية كطرف لا كوسيط ، وكذلك فعل المعتوه محمد علي الحوثي وبقية الأواني المستطرقة.
الواقع أن السعودية ليست وسيطاً بين اليمنيين ، وكذلك الحوثي ليس سيد قراره ليجعل من حديث آل جابر مبرراً لرفض مسودة السلام ، المختومة بالشمع الأحمر من العاصمتين الإقليميتين الأكبر ، وأن دوره الموافقة لا تأصيل المفاهيم وتفنيد البنود وإعادة النقاش.
بمعنى آخر زوابع الكلام تلك منازلة بلا جدية تعيد المواقف إلى النقطة صفر ، هي مناكفة على الهامش لا تخلط الأوراق ولا تصنع شيئاً مغايراً ، في ما ستمضي بنود الصفقة كما هي إلى حيث اتُفق لها إيرانياً سعودياً أن تكون ، مُلزِمة للجميع بلا حق فيتو أو نقطة نظام .
لم تفشل الزيارة وتصريح السفير والرد عليه قنابل دخان ، ومحاولة كلٌٰ منهما لإدعاء النصر .