آراء

نكبة 11 فبراير.. من تدمير المؤسسة العسكرية إلى إفشال معركة استعادة الدولة

شهاب السماوي

|
12:24 2023/02/14
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

منذ منتصف القرن العشرين، مثلت المؤسسات العسكرية العربية أبرز الأهداف التي يسعى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين للسيطرة عليها، ويخطط لاستهدافها، إما من خلال الاستهداف المباشر، أو من خلال التوغل فيها والعمل على تدميرها من الداخل.

المؤسسة العسكرية اليمنية لم تكن في مأمن من الاستهداف الذي تجلت سيناريوهاته منذ الوهلة الأولي ليس من خلال رفع الشعارات التي كانت تستهدف الجيش وتصفه بالجيش العائلي فحسب، بل ومن خلال الاحتفالات التي كانت تشهدها ساحات الفوضى عند ورود أخبار تشير إلى استيلاء الارهابيين على معسكرات في صعدة ومارب ومناطق أخرى، والتي تكللت بالاحتفال الكبير بانشقاق الفرقة الأولى مدرع واعلان قيادات عسكرية محسوبة على الاخوان انضمامهما للساحة.

بانشقاق الفرقة الأولى نجح الاخوان في استهداف المؤسسة العسكرية واحداث الانقسام في صفوف الجيش الذي تحول إلى جيشين، لتشهد العاصمة صنعاء المنقسمة بين جبهتين أسوأ مخاوفها بعد أن أصبحت شوارعها التي امتلأت بالمتاريس تنذر باندلاع مواجهة عسكرية وهو ما كان يخطط له ويسعى لتنفيذه اخوان اليمن وتعامل معها الزعيم علي عبدالله صالح بحكمة ودعا إلى ضبط النفس وعدم التصعيد حتى بعد استهدافه ومعه قيادات الدولة في مسجد دار الرئاسة.

وفي الوقت الذي نصت المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية على إنهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابة وعودة القوات المسلحة وغيرها من التشكيلات العسكرية إلى معسكراتها، اتجه الاخوان الذين يسيطرون على قرارات الرئيس التوافقي لهيكلة الجيش والتي نجم عنها إقصاء الكثير من القيادات العسكرية وتسريح آلاف الجنود وتفكيك العديد من الألوية والوحدات العسكرية، الأمر الذي أدى إلى انهيار شامل للمؤسسة العسكرية التي وجدت نفسها عاجزة عن الدفاع عن العاصمة صنعاء وصد مليشيات الحوثي التي اقتحمت المدينة واستولت على المعسكرات وأسلحة الجيش دون مقاومة.

وخلال سنوات الحرب الثمان نجح الاخوان في استكمال تدمير المؤسسة العسكرية وتحويلها إلى مؤسسة فاشلة وغير قادرة على خوض معركة، وتوجيه كل ما يصل من دعم باسم المؤسسة العسكرية  لبناء جيشها العقائدي وفرضه كبديل لا يمكن الاستغناء عنه، مستعيدة في ذلك سيناريو ما شهدته اليمن أواخر الستينيات من القرن الماضي، والذي تم خلاله تهميش دور المؤسسة العسكرية، وتحويل ثلثي موازناتها لصالح مليشيات قبلية آنذاك.

لم تتوقف مساعي اخوان اليمن -خلال السنوات الماضية- عند حدود السيطرة على المؤسسة العسكرية وإفشال معارك الجيش واستبعاده من المعادلة العسكرية، وإنما تجاوزتها إلى ما هو أبعد من ذلك، وتحت مسميات وشعارات بعيدة عن المعركة الرئيسية المتمثلة في استعادة الدولة ودحر مليشيا الحوثي، اتجهت لخوض حروب ومعارك جانبية تخدم مصالح حزبية، الأمر الذي أدى إلى إطالة الحرب واضعاف وخلخلة الصف الجمهوري وإعاقة وإفشال العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي في اليمن.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية