آراء

هل اليمن دولة فاشلة يصعب إنقاذها ؟

وديع منصور

|
11:42 2022/12/15
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يقال إن أقدم وأقوى عاطفة بشرية هي الخوف ، وأقدم وأقوى أنواع الخوف : الخوف من المجهول !

هناك مجتمعات  يقودها الخوف  أكثر من غيرها . وهناك أماكن تبعث على عدم اليقين  بما يحمله الغد  أكثر من سواها  .

بعد ثمان سنوات ، مازال الصراع في اليمن يوصف   بالحرب المنسية . صراع يحدث في بلد  غير معروف إلى حد كبير ، وعدا عن السمعة التي التصقت به كمكان للجماعات الارهابية ، والازمات الانسانية الحادة ،  فانه يفتقر إلى السمات التي تجذب الانتباه الدولي .

الواضح أن تراجع الاهتمام بأزمة أي  بلد من بلدان ماتوصف  بالعالم الثالث ،  يعني بالضرورة تضاءل الاهتمام بأزماته الإنسانية .

أخر مؤتمر  للمانحين تمكن فقط  من جمع  أقل من ثلث  الأموال اللازمة . وهذا يعد مؤشرا واضحا لتراجع الاهتمام الدولي بالأزمة الانسانية في اليمن .

فرص السلام تتضاءل عاما بعد أخر ، بينما لا تشهد الظروف المعيشية الصعبة للغاية  أي تحسن حقيقي. 

هذا يجعل اليمن تجسيدًا لفشل الحرب والسلام معًا .  وعلى الرغم من عدم اشتعال النزاع المسلح بالكامل ، فأن الأزمة الإنسانية  مرشحة بأن تستمر وربما تتفاقم ، في ظل عدم إهتمام دولي كافي ، وتضارب الأهداف . والصعوبة الشديدة في  بناء الثقة .  الخطر هو أنه في مثل هذا السيناريو ، سوف تتعامل الأسرة الدولية  مع اليمن كما فعلوا  مع  الصومال المجاور ، كدولة فاشلة يصعب إنقاذها .

لكن  ماهي أعراض هذا الفشل في الحالة اليمنية ؟ وإلى متى يمكن أن يستمر ؟

يواجه اليمن عوائق كثيرة  أنتجها التخلف الاجتماعي والثقافي ، والتعصب الآيديولوجي والديني.. وساهمت الحرب باحراق  الخيوط التي تربط المكونات الاجتماعية .

هذا  في وقت  ماتزال فيه  السلطات القائمة  تضع المصلحة الخاصة قبل المصلحة العامة، وتطبق الأجندات المتجزأة أو المبعثرة  لحصد المنافع الشخصية . وحتى الان لم يتم إتخاذ  إجراءات إقتصادية  فعالة  لمنع المزيد من التدهور في الخدمات الأساسية ،  وما تزال  المحاصصة  والمحسوبية والاجندة السياسية  تجعل من إمكانية إصلاح الإقتصاد المنهك ، ومكافحة الفساد   أمرا بعيد المنال

حتى لو عادت أطراف الأزمة  إلى هدنة جديدة  فالهدنة ليست غاية في حد ذاتها. إذ أنها  يمكن أن تؤدي إما إلى  توقف مؤقت لإطلاق النار ، أو فصل جديد من الحرب . سقط  من اليمنيين في الفقر أكثر ممن سقطوا في جبهات القتال ،  وهذا ما يجعل من نزع فتيل الحرب الاقتصادية أمرا ملحا للغاية .

بعد ثمان سنوات اصبح الإعتقاد  السائد   بأن الحرب  لن تسفر  عن نصر  كلي  لأي طرف . ولا أحد مؤهل  لأن يحكم البلاد  بكفاءة عالية . مثلما  لا أحد يستطيع أن يفرض السلام بمفرده . ومن السهل  تحديد الخاسرين في هذه الأزمة  ،  إنهم  الملايين من المواطنين البسطاء الخائفين من المجهول .. والذين  أصبحوا يتطلعون اليوم أكثر من اي وقت مضى لنهاية الحرب ، ولكي لا تتحول بلدهم لدولة فاشلة يصعب إنقاذها  .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية