الأمم المتحدة تسوق فشلها في اليمن على انه نجاحات ففي إحاطة قدمها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أوضح بأن خططه المستقبلية للفترة القادمة تتضمن البدء في المفاوضات حول الملف الاقتصادي والأمني ، زاعما في ذلك بانه قد انتهى من الحسم الإيجابي بتحقيق النجاحات في الملف الإنساني وتثبيت استمرارية الهدنة دون خروقات .
كما عمل المبعوث غروندبرج في إحاطته الأخيرة على سرد نجاحاته المهنية المزعومة لإقناع الاطراف على التقارب وتقديم التنازلات وذلك من خلال تحقيقه لنجاحات إنسانية كبيرة متمثلة في :
1 / فتح مطار صنعاء وتسيير 8 رحلات ذهاب وإياب بين مطار صنعاء ومصر والأردن نقلت أكثر من 2700 راكب من مناطق الحوثيين
2/ فتح ميناء الحديدة لإدخال المشتقات النفطية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين .
3/ التأكيد في إحاطته بأن مكتبه تمكن من عقد جلستين لفريقي المفاوضات والتحالف وأن الهدنة مازالت صامدة لشهرين ونصف .
المبعوث غروندبرج في سرد مزاعم النجاحات تلك ..
يبدو بأنه نسي بأن أحاطته لم تتضمن سوى تنازلات مقدمة من قبل طرف واحد فقط وهو طرف حكومة الشرعية التي وافقت على فتح ميناء الحديدة وإعادة تشغيل مطار صنعاء والقبول أيضا بتقديم تنازل سيادي يمنح الحوثيين حق إصدار الجوازات من مركزهم غير الشرعي في صنعاء …!!!
وأن القبول بتقديم ذاك التنازل يعد مخالفة صريحة لجوهر القرارات الدولية جميعها التي وصفت سلطات جماعة الحوثي بغير شرعية يحضر على جميع الدول قبول وثائقها او التعامل معها .
المبعوث لم يشر ولو مجرد اشارة بأن جماعة الحوثي لم تقابل تلك التنازالات المقدمة من قبل الحكومة الشرعية بتقديم أية تنازلات إنسانية مماثلة أقلها عند أدنى مستوى رفع الحصار عن محافظة تعز وفتح الطرقات والممرات فيها وفي باقي المحافظات الأخرى . .
المبعوث أشار الى الرد الإيجابي بقبول الحكومة الشرعية بتمديد الهدنة وأنه لم يتلق الرد من قبل الحوثي ولم يشر بأن هذه الموافقة من قبل الحكومة تعتبر تنازلا كون استمرار الهدنة ليس سوى استمرار في تقديم الخدمات والامتيازات للحوثي في ميناء الحديدة ومطار صنعاء ورفد الخزينة الحوثية بعشرات المليارات ولم يتحقق في المقابل للحكومة الشرعية اية مكاسب اقتصادية او نفعية من هذه الهدنة على غرار المليارات التي تحصدها خزينة الحوثي من فتح الميناء والمطار كما لم يتحقق للمواطنين الواقعين في المناطق المحررة أدنى مكسب إنساني من هذه الهدنة كما هو استمرار التعنت في ملف تعز الإنساني واستمرار الخروقات العسكرية واستمرار القصف باستخدام صواريخ باليستية وقذائف مدفعية في مأرب وغيرها .