باتت إيران تفرض شروطها في اليمن والميليشات الحوثية امتنعت عن فتح معابر تعز ووضعت شروطا جديدة، بعد مكاسبها من الهدنة السابقة، فهل نجحت إيران في تثبيت ذراعها في اليمن كسلطة أمر واقع وحكم ذاتي خالص وصدرت ثورتها في هذه الجغرافية من الأرض القابلة للتمدد عن طريق المفاوضات والضغط الأممي وعن طريق الخيارات العسكرية أيضا.
يبدو أن النظام الإيراني الحالي بطبيعته الدينية وعُقده المذهبية نجح في تصدير نفسه واستنساخ نسخته في اليمن هكذا تقول وقائع الأرض والهدن وجولات المباحثات.
هذا التصدير له كلفته الباهظة على الأجيال القادمة وعلى المنطقة ثم إن طموحاته في البحر الأحمر والعرب لن تتوقف.
لقد تدفقت كل أنواع الأسلحة الإيرانية والألغام كما أن المال كان يتدفق عبر وسائل مختلفة، وعبر منح وهدايا النفط، لا سيما بعد فتح ميناء الحديدة على مصراعيه بعد الهدنة الأخيرة.
ليس من المبالغة القول، إن نظام الخميني السياسي الممزوج بالمذهب هو محنة الشعوب العربية في العصر الحديث، منذ الحرب العراقية حتى اليوم وهو الخطر الأبرز دون كل الأخطار على كثرتها.
لم يقتصر الأمر على تصدير الثورة كما كان يطرح منذ عقود، لقد تعدى ذلك ليصبح تصدير الثورة وما أنتجته الثورة من مهازل وتشوهات لاحقة بها وهرطقاتها المتراكمة تاريخياً، والتي يرفضها حتى الفكر الشيعي ويعارضها معظم أقطابه منذ أربعين عاماً حتى اليوم.
لقد كانت الوفرة المالية هي المفتاح السحري لهذا التصدير الأبشع في منطقتنا وكما كانت الشعوب العربية وقودا وضحايا هذا التصدير فإن الشعب الإيراني كان ضحية أيضا، فعائدات الغاز والنفط ومعظم أموال الشعب الإيراني وثرواته تم تسخيرها كي تصنع الخمينية أجنحة تطير بفكرها وتصدر نموذجها إلى دول مختلفة أهمها الدول العربية.
يعد النموذج الحوثي أكبر إنجاز للنظام الإيراني في العشر سنوات الأخيرة، والبعض يراه أهم من ورقة ونموذج حزب الله أو أنه يوازيه على أقل تقدير، لقد كان نجاحا لم يتوقعه النظام الإيراني نفسه.
فالحوثيون أهم ورقة مذهبية وعسكرية في أهم رقعة جغرافية في المنطقة العربية، يمتلكها النظام الإيراني، وهذه النسخة الممزوجة بجهل أعمق وولاء مطلق، تطوق السعودية والخليج وباب المندب وتثير الإشكالات والمناوشات بأسلحة إيرانية قدر لها أن تجرب في مصادفة من الزمن سقطت فيها الدولة الممانعة في اليمن لهكذا طموح.
مجمل القول:
نحن في اليمن مع مواجهة مكشوفة مع احتلال كامل بقلبه الفارسي وبزته السلالية يقتضي عودة المجلس الرئاسي إلى خيارات أخرى أهمها الخيار العسكري وهذا يقتضي سرعة التوجه إلى الملف الأهم وهو إعداد وحدات نوعية من الجيش وتوحيد منظومة الأمن وما عدى ذلك مطاردة خيط دخان وأوهام وتوهان في دهاليز الأمم المتحدة ومسقط وحوار الطرشان...