آراء

المطار والمعابر والسلام

مصطفى النعمان

|
04:43 2022/05/03
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كان مخيباً للآمال الخلاف حول تشغيل أول رحلة جوية من مطار صنعاء إلى مطار عمان في الأردن بعد إغلاق استمر ست سنوات، وتعرقلت الرحلة التي كانت ستمثل ضوءاً خافتاً بعيداً في نهاية سرداب الموت والجوع والرعب الذي يعيش فيه اليمنيون.

وفي المقابل، ينتظر الملايين من سكان تعز أن تُقدم سلطة الحوثيين على فتح معبر "الحوبان" الذي صار إغلاقه عقاباً جماعياً لا يطال إلا الأبرياء من المواطنين الذين يضطرون، لقطع مسافة لا تحتاج في الظروف الطبيعية أكثر من دقائق معدودة، إلى خوض مغامرة محفوفة بالمخاطر في رحلة تستغرق أكثر من ثماني ساعات عبر طرق شديدة الوعورة.

إن فتح معبر الحوبان لا يستوجب أكثر من اتفاق إنساني محلي يجعل من المواطنين الهم الأول والوحيد، ويمكن الاتفاق على إعادة فتحه ساعات محدودة في البداية وبشروط تتوافق عليها الأطراف المعنية، وسيحقق ذلك عودة الروح إلى مدينة تعز وسكانها المحاصرين دون ذنب. كما أن إعادة الحياة إلى معبر "الحوبان" سييسر الوصول بين مدن الشمال كلها وتعز بيسر وسهولة، وسيجمع شمل أسر لم تلتق منذ سنوات بسبب طول الطريق والمعاناة المذلة.

في الوقت نفسه، هناك معبر آخر هو الطريق الذي يصل بين كثير من مدن المحافظات الجنوبية ومحافظات الشمال عبر محافظة الضالع، ومن الواجب التفكير والعمل سريعاً لإعادة تشغيله لينتفع بذلك من يسكن أقاربهم على جانبي البراميل والحواجز التي تفصل بين شمال اليمن وجنوبه.

إن البدء في فتح الطرقات بإجراءات تهدئ مخاوف كل الأطراف سيمثل، من وجهة نظري، حدثاً تاريخياً مهماً يسمح بإعادة خطوط التواصل بين اليمنيين الذين أرهقتهم ومزقت مشاعرهم الألغام والقذائف والصواريخ ونيران القناصة، وأنا على يقين أن خطوات بسيطة يمكن أن تخفف كثيراً من الأحزان والآلام التي تسكن اليمنيين، كل اليمنيين، وستبعث روحاً جديدة من الرغبة في التسامح والمصالحة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية