تسعى الميليشيا الحوثية إلى حصر تعاملها مع اليمنيين من بوابة "الزكاة".
هي حريصة على عدم دفع المرتبات لأن المرتب يؤسس لعلاقة مواطنة متساوية بين الحاكم والمحكوم تتعارض مع مذهب التبعية للسادة وايديولوجيا "الهوية الايمانية" التي تربط حبل النجاة في الدنيا والآخرة بطاعة "أحفاد النبي".
هذا هو "العقد الاجتماعي" الجديد في دولة "آل البيت".
عقد يقوم على تقسيم المجتمع على غرار الابارتايد إلى طبقة البِيض "الحوثية واتباعها" وطبقة السود "اليمنيون" الأتباع الفقراء.
هي علاقة قائمة على إذلال ثلاثي الأبعاد:
إذلال اقتصادي عبر مصادرة مرتبات وحقوق المواطنين وافقارهم بالجبايات وتحويلهم الى مستحقي زكاة.
تضخمت مؤسسة الزكاة الحوثية لتستولي على وظائف وزارة الخدمة المدنية والتأمينات والمعاشات.
وإذلال مذهبي بمراقبة السلوكيات الدينية وحصر التدين المقبول في مذهب الإمام علي "المخترع" والمصصم حسب عقليتهم الضيقة.
وإرهاب يومي تتضخم فيه الأجهزة الأمنية لتصبح الدولة كلها "لفياثان" بذراعين: ذراع أمني (أمن جهادي، أمن وقائي، أمن سياسي، مشرفين، مخابرات، زينبيات، كتائب طائفية).
وذراع جبايات واتاوات (زكاة، جمارك، ضرائب، مجهود حربي، تبرعات اجبارية، مصادرات، تأميمات).