آراء

المزيد من ابتكارات الجباية..وابتداع المعاناة

وسام عبدالقوي الدبعي

|
07:30 2022/03/20
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في إطار توسيع وتنويع مشروع الجباية الذي تتبناه مليشيا الحوثيين في صنعاء، علمت مصادر خاصة أن الميليشيا شكلت الأسبوع الماضي لجاناً قانونية واقتصادية في عدد من الوزارات لتفتيش القوانين والتعديلات واللوائح الوزارية التي تسن أو تقر واردات مالية وإعادة النظر فيها وتفعيل المجمد منها، والملفت للنظر أن الجماعة لم تكتف بالوزارات والجهات الإيرادية بل تجري الآن أيضاً البحث في قوانين ولوائح الوزارات غير الإيرادية، وبحث إمكانيات تحويلها إلى جهات إيردية.!!
وتسلك المليشيا هذا المسلك بالتزامن من كثير من الضغوطات التي تمارسها في حق المواطنين عبر ما تفرضه من جرعات اقتصادية ورفع للأسعار في مختلف المواد الغذائية وغير الغذائية، فقد شهدت الأسعار نهاية الأسبوع ارتفاعاً غير مسبوق في محلات البيع بالجملة وبالتالي محلات البيع بالتجزئة، وتقدر نسبة الارتفاع التي شهدتها الأسواق في الأيام الأخيرة بين 10 و 25% في مختلف بضائع التغذية والمرطبات والاحتياجات المنزلية والاستهلاكية.
وتأتي هذه الضغوطات الاقتصادية متزامنة مع أوضاع اقتصادية متردية لدى المواطنين الذين سدت المليشيا كل أبواب الرزق المتاحة لها بفرض الجبايات المرتفعة التي تثقل كواهلهم، بالإضافة إلى حرمان موظفي الدولة من رواتبهم التي كانت تشكل وقاية ووجاء من رمضاء الحاجة والعوز، حد أن وصل الأمر بنسبة كبيرة من الموظفين للجوء للتسول لسد رمق أسرهم.. فيما قيادات المليشيا والمنتمين لها يعيشون حياة المتوفين.
علماً أن كل هذه التصرفات القاسية التي تمارسها المليشيا، تتم على مقربة من شهر رمضان المبارك، والذي يتوقع الكثيرون أن يكون الأقسى والأكثر صعوبة على المواطنين، خصوصاً مع الجرعة السعرية التي تأتي كنتيجة لرفع ما تفرضه المليشيا على التجار من جبايات يصفها الكثيرون بغير المحتملة، وكنتيجة أيضاً لأزمة الوقود التي تفتعلها المليشيا، تحت دعاوى واهية منها احتجاز أمريكا لناقلات المشتقات البترولية، بينما الحقيقة أن المليشيا هي من تتحفظ على صهاريج وقاطرات الوقود وتمنع من دخولها إلى العاصمة وبقية المدن التي تحت سيطرتها، بهدف إحياء السوق السوداء التي تجني منها قيادات المليشيا مليارات الريالات.
بعض حالات الرفض والاحتجاج بدت في الأيام الأخيرة على شكل شعارات مكتوبة على الجدران وفي الشوارع العامة لمدينتي صنعاء وإب، وهو ما جعل المليشيا تشتاط غضباً وتتصرف بهوجائية بحثاً عمن يقف وراء تلك الشعارات التي تطالب برحيلهم وتلعن قياداتهم وتتذمر من جشعهم وجباياتهم وظلمهم، ونتيجة لذلك قامت وتقوم الأجهزة الأمنية التابعة لهم بالكثير من الاعتقالات في المدينتين والتوعد والتهديد لمن يقوم يقف وراء تلك الشعارات والمقالات التي تنتقدهم..!!
بل وزيادة على ذلك ولكي تشغل الرأي العام وتهدده في ذات الوقت قامت بتعميم أنباء، في وسائل إعلامهم وعبر خطباء الجوامع أيضاً، عن وجود خلايا (مرتزقة) كما تصفهم تعمل لصالح العدوان، وأنه قد تم ضبط مجموعة من أعضاء تلك الخلايا، وقريباً سيتم، حسب زعمهم، عرض التحقيقات مع المضبوطين واعترافاتهم. وهذه واحدة من الطرق التي تنتهجها المليشيا لترهيب المواطنين من ناحية ولتمرير الجرعات الاقتصادية والجبايات الكبيرة التي تفرضها وتضعها على كاهل المواطن، الذي لم يعد قادراً على احتمال ظروف الحياة والمزيد من هذه الإجراءات المليشاوية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية