مشو غريب ولا مفاجىء لو شفنا في هذه الأيام السوداء مذيع رجع مقوت وأستاذ رجع سواق متور ودكتور جامعي يبيع شاهي وإلا صحفي يشتغل في ورشة وإلا أديب رجع خياط وإلا فنان يبيع كدم وإلا نجم كورة موسح وراء بسطة في الحراج.
ولا غريب انو عاقل حارة يرجع مدير قسم ومقوت قدو رئيس مصلحة وفران قدو قائد لواء وقاطع طريق قدو مدير أمن ومدرس قائد معسكر ومؤذن وزير صحة وتاجر سلاح محافظ و"شيخ أمي" وكيل وزارة وجاهل يتحكم بمصائر الناس وفارغ رئيس مجلس إدارة.
هذا هو حصاد مرحلة الانحطاط التي تمر بها الدولة اليمنية في هذه الفترة من الإرهاق النهائي الذي يسبق العاصفة.
اللي يسبق مرحلة الدبوووووم الكبيرة في المجتمع.
* * *
الجاحدون هم أخس صنوف الناس في المجتمع، وأكثرهم وضاعة وتفاهة وقلة مروءة وقلة معروف.
واللي يشتي يتعرف عليهم يشوف كلامهم عن واقع الحال بين ما كنا عليه أيام "صالح" -الله يرحمه ويحسن إليه- وما أصبحنا عليه اليوم من سوء في كل الأحوال على كل مستويات الحياة جملة وتفصيلا.
هؤلاء ناس مدكومين ولا ركان عليهم، ولا أمان لهم، ولا ذمة لهم ولا عند ابو أي واحد فيهم ذرة إحساس بمعاناة الناس.
أمس شفت مذيع في قناة الهوية بمقطع يوتيوب يحاور ضيف معه في الاستديو وزعلان قوي ليش الضيف يترحم على صالح!
ومش كذا وبس؛ الضيف يقول للمذيع الجاحد:
- صالح بنى مدارس وجامعات
المذيع يرد:
- هن هدايا من الكويت ومن بيت هائل!
طيب يا جاحد يا ابن الجاحد قلي أنت أصحابك في المسيرة القرآنية ما هي الهدايا اللي جلبوها لليمنيين غير السلاح والخزعبلات الهبلا القادمة من دهاليز الخرافة.
قلي ما هو الذي عملوه الحوثيون للناس من يوم انقلبوا على السلطة، غير أنهم وسخوا وخربوا هؤلاء الهدايا، وغير أنهم أدخلوا الموت والأحزان إلى كل مدينة وقرية وبيت!