آراء

الجهود الأممية والدوائر المفرغة في اليمن

صالح البيضاني

|
04:07 2022/03/13
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تحولت أنشطة الأمم المتحدة في اليمن، سواء السياسية منها أو الإنسانية، إلى نموذج فريد يضرب به المثل في سوء التقديرات وضيق الأفق السياسي وغياب أدنى درجات الخيال في التعاطي مع الأزمات الأكثر تعقيدا التي تتعامل معها المنظمة الدولية بنوع نادر من الخفة السياسية وإهدار الجهد والمال وإضاعة الفرص والسير في دوائر مفرغة.

ولا يبدو أن الأمم المتحدة أو مكتب مبعوثها الخاص إلى اليمن على عجلة من أمرهما في إحراز أي تقدم حقيقي في مسار الحرب اليمنية، أو تحقيق أي اختراق في جدارها المصمت الذي يزداد متانة في مواجهة خيارات السلام واحتمالاتها البعيدة والضئيلة.

ولا تقل النظرة الأميركية والغربية سوءا في التعاطي مع الأزمة اليمنية، فالنظرة الرومانسية غالبة في الملف اليمني المثقل بالواقعية المريرة، حيث يبحث الأوروبيون والأمم المتحدة والمبعوث الأميركي لليمن عن السلام في ردهات الفنادق الفارهة في الرياض ومسقط وعمّان وغيرها من العواصم التي يستضيف فيها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وفودا من السياسيين المهجّرين للبحث عن حل للمشكلة اليمنية، في الوقت الذي لا يخفى على أي عارف بأبجديات المشهد اليمني أين تكمن المشكلة وأين يمكن إيجاد مفاتيح الحلول الصغيرة القادرة على فتح الأبواب الحديدية الموصدة في وجه السلام.

ويمكن وصف جولة المبعوث الأممي الأخيرة، التي أطلقها من العاصمة الأردنية عمان، بأنها حلقة في مسلسل فشل طويل شاهده العالم في ردهات الفنادق بحثا عن السلام الغائب في جبال اليمن. بل يمكن وصف هذه اللقاءات متكررة الوجوه والعناوين بأنها أشبه ما تكون بحوار “الطرشان” كما يقال، فلا من يحضر هذه اللقاءات قادر على إيجاد حلول للمعضلة اليمنية، ولا جلوس المتشابهين على الطاولة كفيل بالخروج بنتائج في أي مجال.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية