أسفرت الحرب والصراع المسلح والأزمات الاقتصادية وتدهور الأوضاع المعيشية عن تردي الوضع الإنساني في اليمن، لكن النساء اليمنيات كان لهن النصيب الأكبر من تحمل ويلات النزاع ، حيث تقدر أعداد النساء النازحات بحوالي مليون وثمانمائة ألف امرأة، أي ما يعادل تقريبا نصف إجمالي النازحين البالغ عددهم ثلاثة ملايين ونصف المليون نازحة ونازح.
وتشكل النساء حوالي 51% من نسبة الفقراء في اليمن، وازدادت عدد الأسر التي تعولها نساء مع اشتداد وتيرة الحرب، حيث قدر عدد النساء اللاتي تعول أسرهن في المدن نحو 142 ألف أسرة وحوالي 271 ألف أسرة في الريف.
وأكدت دراسات عدة أن النساء والأطفال النازحين خاصة هم الأشد معاناة من صعوبات عديدة بسبب فقدان سبل العيش وانعدام المسكن الملائم وشحة الخدمات الأساسية مثل توفير الماء والغذاء والخدمات الصحية، بالإضافة إلى الحرمان من التعليم وارتفاع نسبة تزويج القاصرات وتزداد المعاناة سواء للفتيات النازحات من الفئات المهمشة أو ذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل الحصول على الخدمات الأساسية في ظل الإهمال وتجريدهن من أبسط الحقوق فضلا عن تعرضهن للانتهاكات والاستغلال غير المشروعين.
كما أن للحرب تأثيرا سلبيا على النساء العاملات وهن الأكثر تأثرا بتبعات الحرب وعواقبها، فمنذ 2015 انخفضت عمالة الذكور بنسبة 11%، بينما انخفضت عمالة الإناث بنسبة 28%، كما أن عددا كبيرا من الشركات العاملة في قطاعات التجارة والخدمات والصناعة أغلقت أبوابها .
أما النساء العاملات في القطاع الحكومي فلم يكن أفضل حالاً، فهناك حالات كثيره للنساء تم التخلي عن خدماتهن نهائيا وبصورة مجحفة ودون أي مبرر خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، بالإضافة إلى شكوى مجموعة من النساء العاملات في القطاع الحكومي من حرمانهن من مستحقاتهن المالية والمكافآت بحجة أنهن نساء فقط .
وحتى القطاع الخاص تم تسريح أغلب العاملات من الإناث، بغض النظر عن المؤهلات والخبرات العملية أو العلمية.
وبرغم كل ما سبق ذكره والتحديات التي واجهتها وتواجهها المرأة اليمنية إلا أن لديها من العزم والقوة والشجاعة والصمود ما يمكنها من مقاومة الظروف والمحن بالإبداع والطموح والتحدي .