استغباء الناس والتلاعب بمشاعرهم وأسباب حياتهم، ونهب أرزاقهم وامتصاص دمائهم وقبل كل ذلك الاستقواء عليهم وإرهابهم بسلاح الدولة المنهوب وسلطتها المختطفة، لن يدوم طويلاً، لأن سلطة كهذه وبسلوك كهذا هي سلطة مؤقتة، لكونها مسروقة وخارج أطر الشرعية والطبيعة، ولكن كيف لمليشيا إرهابية وعصابة قادمة من خارج التاريخ أن تدرك ذلك؟!
والمثير - لن أقول للشفقة، لأنهم أثبتوا أنهم لا يستحقونها - وإنما للدهشة والاستغراب أن قيادات هذه العصابة والمنتمين إليها يعتقدون أنهم قد تجاوزوا العصر تقدماً بدهائهم في التنكيل باليمنيين، والضغط على حياتهم ومعيشتهم، معتبرين ذلك (إنجازاً) غير مسبوق!! ومن شدة الغباء أحياناً والوقاحة أحياناً أخرى نجدهم يحفزون الناس بالتهديد مرة وبالإغراء أخرى على مدحهم ومدح سلطتهم الجائرة، وأحياناً مقارنة هذه السلطة بما سبقها خصوصاً عهد الزعيم الشهيد على عبدالله صالح!! مختلقين أساطير وأكاذيب ودعاوى وادعاءات يخجل إنسان عاقل من أن يفكر فيها فما بالكم أن يتبناها؟!
ولأنهم يجدون من يتقبل الإنصات وإن كان قسراً لتلك الهلوسات، سرعان ما تغدو هاجساً دائماً بالرغم من هيافتها وسخافتها، ومطلوب من الناس جميعاً تبنيها والإيمان بها، وإن كان فيها من الدجل والزيف ما يجعلها ويجعلهم هدفاً للسخرية والاستهجان، إنهم يبدون بذلك كمن يختلق فريةً أو كذبة ولكثرة ما يتم تداولها وترديدها أمامه يجد نفسه وقد انخرط في جمهورها وصار من مصدقيها على الرغم من مطلق علمه بزيفها.!!!
ختاماً إن ما يمارسه الحوثيون اليوم بحق اليمنيين من سلوك بشع قد فاق بكثير جداً أقصى وأسوأ التصورات التي من الممكن أن تخطر على بال بشر، بل لقد فاق ما يمكن أن يتخيل وينتظر من متمردين ولصوص وإرهابيين، لا لا لقد تجاوزوا كل ذلك وابتدعوا مستوى من البشاعة لم يبلغه الشيطان نفسه، وهو يتوعد بالتربص للبشرية لإغوائها.!!
أعتقد أن الشيطان الآن مصاب بالذهول والبهوت لأنها المرة الأولى التي يجد نفسه فيها حائراً وعاجزاً عن تجاوز غيره خبثاً ومكراً ودهاء.!!