بالامس شكلنا المشترك، وعطلنا الانتخابات ونجحنا، ومددنا للبرلمان ونجحنا، فتحنا الابواب الخلفية ورفضنا باب الحوار وتقديم التنازلات واستعطفنا الخارج او استقوينا به لا نعلم، تلقينا العروض والاغراءات ووعود الحكم، وافتتحنا الخط الساخن مع السفارات والقنصليات، وحضرنا موائدهم وحددنا مصادر التمويل،
بالامس لبينا الدعوة وعبرنا الاطلسي وعقدنا الجلسات مع مندوبي العم سام وشيوخ النفط والاناضول، ومراكز البحث ومؤسسات التغيير، ومعنا رجال الدين والمال والاعمال والاعلام، والتقينا بالناشطين والناشطات ورشحنا البقية من كوادرنا، عدنا والتحمنا بخلايا الداخل، وانتظرنا ساعة الصفر ونزلنا الشارع،
بالامس قطعنا الطرقات واحتلينا الشوارع ونصبنا الخيام واعتلينا المنصات واستدعينا قنوات التنسيق، رفعنا الشعارات وحركنا المسيرات واحيينا الاحتفالات بالاغاني والمأثورات، وصلينا في الساحات ورقصنا في المساجد ووثقنا ذلك بالصوت والصورة، سمينا الجمع والخطب وطوعنا الآيات ووظفنا الاحاديث وانزلنا على انفسنا المعجزات وكرامات الاولياء، وهتفنا الله اكبر ولله الحمد،
بالامس نسقنا مع بعض المقربين والاقارب، واصحاب قضايا الفساد والمظلوميات، وشجعناهم على الانقلاب واستدراك الفرصة الاخيرة، واستقبلنا المنشقين والمنتقمين، ونشرنا الاستقالات وقصصهم الخرافية والورقية، ورفعنا صورهم ومنحناهم صك الغفران، ووسام الابطال والقاب الثوار وبراءات الاختراع، وهتفنا بصوت واحد حيا بهم حيا بهم،
بالامس انشأنا الآف المواقع والحسابات الاليكترونية، ودغدغنا المشاعر ونشرنا الزيف واشعلنا الشارع، واتقنا رعشات غاز الاعصاب، وادوار الجرحى والاموات، واخرجنا النساء والاطفال، وجمعنا التبرعات وكسونا الارض بـ "الشيلان"، وكتبنا على العملة ورغيف الخبز ارحل، وخضبنا ايادينا بالصبغة والروج، ونقشنا على الاكفان مشروع شهيد،
بالامس قصفنا مطار صنعاء، وفجرنا دار الرئاسة، وحاصرنا القصر الجمهوري، وطوقنا رئاسة الوزراء وبنك الدم، وهجمنا على الاذاعة والتلفزيون، واقتلعنا الحجارة من ارصفة الستين، ورمينا بها الخارجية، وغزونا جسر كنتاكي، وهدمنا جدار الكرامة، وسقط الشهداء رحمهم الله، وسيطرنا على الحصبة والنهضة، وانتصرنا في اشتباكات هائل والزبيري، واحرقنا مؤسسة الكهرباء، واقتحمنا بقية المؤسسات والمرافق بصدورنا العارية،
بالامس دعونا الى العصيان المدني، ونفذنا الاعتصامات والاضرابات في الوزارات والمؤسسات، وشلينا الحركة والاعمال، وافتتحنا الفروع للساحات في المدن والمحافظات، وزودناهم بكل طواقم الفوضى، والمال والسلاح ورجال المنظمات والاحزاب، واستقبلنا مسيرة الحياة ووفود الدعم، وطالبنا بالاحكام العرفية ومحاكم التفتيش، وهددنا بالزحف، وتوعدنا بالدخول الى غرف النوم، وهتفنا سلمية سلمية،
بالامس اقسمنا على انفسنا ان لا تصالح ولا تفاهم حتى يرحل الرئيس، وان لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس، وان لا نبرح اماكننا حتى لا يرى المولود الجديد وجه الرئيس، او ننصرف حتى يُعاد للطفلة لعبتها التي اضاعها الرئيس، وان لا نغادر الساحات حتى يرجع المغترب الى بلده، ويعود للعامل راتبه وللطالب كتابه وللمواطن حريته وتعود لليمن كرامته.