في "التقرير" تجتمع الخصومُ.. هكذا نخرج من قراءة التقرير النهائي لفريق خبراء مجلس الأمن المعني باليمن، الذي أرسل عبر الواتساب، ثم "تواتسه" كل المعنيين اليمنيين مع المعنيين باليمن.
بعيون الفريق الأممي المحايد، ترى الأطراف جميعاً يستوون بسلوكيات الحرب، منبع كل ذنب وورطة وانتهاك، عن خطأ أو عمد.
ونبهوا إلى أن "تقويض تنفيذ وخرق اتفاقيتي ستوكهولم والرياض" مما يرسي حالة الحرب شمالاً وجنوباً.
ذات يوم من عام 2014م،"فَسْبَكَ" المفكر اللبناني أحمد بيضون على حائط "فيسبوك" معلقًا على "أنباء انقسام اليمن بين القاعدة والحوثيين.. هذا يشبه قولك: الشعب يريد إسقاط المستقبل"!
الشاهد الأقسى على "إسقاط المستقبل" اليمني ما بثته قنوات الإعلام مستفزةً مشاعر الأنام عن 1968 طفلاً يمنياً جندهم الحوثيون وأغلبهم لقي حتفه طبقاً للتقرير الأممي. إذاً المستقبل في اليمن يلقى حتفه.
ليس ثمة استغراب من مصرع المستقبل وابتعاد اليمنيين عنه متى استحضرنا قول البرلماني والكاتب اليمني الراحل عبدالحبيب سالم: "كثيرٌ من اليمنيين لا يعرفون ماذا يعني المستقبل (...)".
لذا لا يذهب الفاعلون إلى المستقبل ويختارونه كذهابهم واختيارهم إحياء الماضي بكل ما فيه، وادعاء النضال ورفع شعارات إعادته وتجديده ومحاولة بعثه في الحاضر غير متبصرين سالف مآسيه.
برغم هذا كله فإن "اليمننة" مهما طالت وتعقدت تبقى مسألةً قابلة للحل لا حالة مستعصية الحل، حالما يكف الفرقاء عن تقويض اتفاقي استوكهولم والرياض، حسب توصيات الخبراء، والتقوا على مراجعة صيغ المستقبل لا ضياع المستقبل، وقرروا التخلص من لعنة الحرب وإزالتها بمقاربة مرافئ #السلام_لليمن.