آراء

الحوثي .. "ليس لديه ما يخسره في اليمن"!!

ياسر العولقي

|
02:47 2022/01/27
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

اللصوص ورجال العصابات عندما يسطون على مكان ما لا يهتمون بالحفاظ عليه، ولا بحياة ساكنيه، بل ربما يفجرونه، ويحرقونه بمن فيه، لتحقيق أهدافهم.

كذلك تماما تفكر وتعمل عصابات الحروب والعماله، عندما تحتل الاوطان من الداخل، وترقص على طبول الموت، فتعتدي على المجتمع، وتقتحم نظام الحكم، وتغتصب السلطة بالحديد والنار دون ارادة الشعوب.

ولا غرابة ان تجد قائد وافراد تلك العصابه يتلذذون بتعذيب الناس، وسفك دمائهم، وافتعال الحروب والنزاعات كمشروعية للسيطرة والجباية، وقمع المعارضين، ونهب الموارد، وتغذية الفساد، واستباحة الوطن.

يتفاقم الامر ويصبح بالغ الفداحة عندما تدعي تلك العصابة انها هبه السماء، واصطفاء رباني، اختارها الله؛ لإدارة الأرض، وانقاذ المستضعفين من البشر، وتحت ذلك الادعاء وفي سبيله تمارس تلك العصابة اشنع الجرائم بحق الإنسانية، ولا تكترث لما يحدث للأوطان والشعوب التي تستعبدها.


كل ما يصدر عن أفراد تلك العصابة يفيد بأن التمكين الإلهي سيمنحهم الصمود والنصر، فيرفضون فكرة المصالحة، ويحتقرون مبدأ التنازل، ولو كان ذلك على حساب احتراق الشعب، وتدمير الوطن، يتوهمون بأنهم إرادة الحق في وجه الباطل، يتحدَّون العالم، ويعلنون دوما " ليس لدينا ما نخسره " ففناء الشعب ليس خسارة بالنسبة لهم، وسحق الوطن أيضاً ليس خسارة في شرعهم، وهو ما يعني باختصار، أن لا علاقة لهم بالشعب ولا بالوطن!!.
.
ورغم تطابق تلك المقاربه مع طبيعة الاخوان المسلمين إلى حد كبير، بدليل سفاهتهم في اليمن عام 2011، وانعكاساتها الكارثية على حياة اليمنيين؛ الا أنه ليس هناك ما هو أدل على هذا النموذج من العصابات البشعة أكثر من الحوثي وميليشياته الإجرامية، وما تقترفه في حق اليمن وأهلها، ومحيطها الاقليمي.

هذه الميليشيا المتمردة منذ 2004م، لطالما أطل قائدها وبعض أفرادها عبر وسائل إعلام مختلفة وهم يقولون بلا خجل: " ليس لدينا ما نخسره " غير مكترثين بخسارة كل ما هو يمني، بل ومصرين على تقديم اليمن قرباناً رخيصاً لكسب إيران، ودعم ملاليها، لعلهم يكسبون الانضمام لمحور المقاومة الطائفي في المنطقة، مؤكدين بذلك لشعب اليمن، وللعالم أنهم مجرد عصابة إجرامية تفتقر لأي شعور وطني بالمسئولية تجاه اليمن واليمنيين، أرضاً، وإنساناً، وتاريخاً، وحضارة.

على النقيض تماماً يحتفظ وعينا التاريخي، بنموذج من نماذج القيادات النادرة التي يختارها الشعب، فتتحمل مسئولية تلك الأمانة، وتقابل الوفاء بالوفاء، وتتألم عند أي أزمة تحل على الوطن، فتعمل على تجاوزها، وعندما ترى تلك القيادة، أن تخفيف معاناة الناس، أو حقن دماء المجتمع، وتجنيبه ويلات الحروب، يقتضي تنازلها عن موقع القيادة، فإنها تسارع إلى التنازل، وتغليب مصالح الشعب على مصالحها الشخصية، حتى وإن كان بإمكانها ومن حقها الشرعي والدستوري أن لا تقدم أي تنازل.

ولعل أقرب مثال على هذا النموذج الرائع في حياتنا يتجسد في شخصية الشهيد الثائر الزعيم علي عبدالله صالح، الرئيس السابق للجمهورية اليمنية، رائد التنمية، وصانع الوحدة، وراعي الديموقراطية، وقائد التحولات الفارقة في تاريخ الأمة، القائد الذي - رغم كل المنجزات - تنازل طواعية عن حقه في الرئاسة، مقابل ما كان يرجوه بذلك من سلامة الشعب والحفاظ على اليمن، ووحدته، ومنجزاته، دون أن يتحدى ويكابر، أو ينازع ويحارب.
.
حينها علمنا الزعيم الصالح كعادته درساً مهماً من دروس القيادة المخلصة، والزعامة الوطنية الصادقة، إذ كان بحق قائداً حكيماً يرى الشعب أهم وأغلى من أبنائه، والوطن بالنسبة له أيقونة خالدة عاش مناضلاً لرفعته، وقدم حياته رخيصة في سبيله.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية