إن الاعتداءات على الممرات البحرية، والجوية، فى منطقة الخليج، تجعلنا نتساءل: متى تتوقف حرب اليمن، التى من خلالها تحدث تلك الخروقات؟!.. وأيضا لنا تساؤل آخر عن اليمن: هل من الممكن أن يعود سعيدا من جديد؟.. إن الاعتداءات، التى وصلت إلى قمتها، تجعلنا نشعر بأنه من الضرورى أن يحدث تدخل دولى، وإقليمى، حاسم، فى هذه الحرب، فلم يعد السكوت عنها ممكنا، ولن يتحمله أحد، وأن تداعياته المستقبلية، فى حالة الاستمرار، قد تحمل مخاطر لن تكون فى مصلحة اليمن.
الحرب المختلطة فى اليمن لم تعد مفهومة، فاليمن ليس كله حوثيين، كما أن الحوثيين ليسوا كلهم زيديين، ولن يكونوا، ولا يمكن للأقلية الحوثية أن تحكم، وتتحكم، فى اليمن، وأن استمرارية مغازلة المجتمع الدولى، خاصة إدارة بايدن الديمقراطية، التى أخرجت الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية، هى التى أخرت الحل فى اليمن، كما أن استمرارية تمكين الجماعات المسلحة من بناء قدراتها العسكرية، والاقتصادية، هى استمرارية للحروب بلا حل، وإسقاط الدول، وتلك جريمة دولية، تداعياتها مخيفة على الجميع، ويجب أن ينتبه إليها المجتمع الدولى، والأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية، والعربية، والدولية.
لا نستطيع أن نقول إن هذه الصراعات الإقليمية على الجغرافيا السياسية اليمنية المعقدة- جعلت الوصول إلى عملية سياسية شاملة غير وارد فى المدى القريب، خصوصا أن الحوار الجارى، الذى مر بمراحل متعددة، بين السعودية وإيران، لم يعلن بعد عن فشله، لكن التصعيد العسكرى فى اليمن، والذى يدفع تكلفته الباهظة اليمنيون، أو المواطن اليمنى البسيط، أصبح مكلفا، وأن الحروب الـجيوسياسية فى اليمن وصلت إلى مرحلة من التعقيد، وأن هذا مقصود من القوة صاحبة المصلحة فى شد المنطقة إلى الحروب، لكن التسوية السياسية لاتزال مطروحة، ولن يتم ذلك دون وقف دعم الجماعات المسلحة، وقطع الإمدادات العسكرية، التى تصل إلى الحوثيين، وكل الانفصاليين، فى حالة اتفاق إقليمى، يقوده المجتمع الدولى.