خلال سبع سنوات من الحرب استطاع الحوثي السيطرة على معظم المؤسسات الإيرادية التي تدر له أموالا طائلة لتمويل حربه ضد اليمنيين و من ضمن هذه المؤسسات و أبرزها قطاع الاتصالات التي ما تزال مركزيتها في صنعاء إلى اليوم رغم مطالبة الناشطين والصحفيين من الحكومة الشرعية التي كان يرأسها أحمد عبيد بن دغر آنذاك بسحب قطاع الاتصالات الذي استخدمه الحوثيون سلاحا ذا حدين.
الحد الاول هو التجسس و التنصت على كافة الاتصالات ومتابعة كل شاردة وواردة إضافة إلى توظيف هذا القطاع المهم في حرب الحوثيين و إنقلابهم و يتمثل هذا التوظيف بقطع الاتصالات والإنترنت بشكل متعمد على مناطق معينة لفترات و أيام مؤقتة سابقا أما للتضليل أو لهدف عسكري وحدث ذلك في الضالع ومأرب وتعز والحديدة و أجزاء واسعة على مختلف الجبهات بصورة تعكس الاستخدام العكسي للحوثيين للقطاع العام وتوظيفه سياسيا في حجب كل وسائل الإعلام والمواقع المخالفة لهم في الرأي ضاربين بكل القوانين والأعراف عرض الحائط و دون تحرير هذا القطاع في هذه الفترة المفصلية ستكون الكلفة أكثر .
أما الحد الثاني فهو الحد الاقتصادي الذي جعل جماعة الحوثي تجني من خلاله مليارات الدولارات إذا أنها عملت على تحويل قطاع الاتصالات أهم مؤسسات الدولة الإيرادية إلى شركة خاصة ، إضافة إلى تنصلها من كافة الالتزامات الاقتصادية من صرف رواتب أو ..الخ ، فعاقبت اليمنيين و عذبتهم ومولت حربها بأموالهم .
لم يقتصر التوظيف على هذا فقد اقتحمت شركات الاتصالات و كانت تعمم رسائلها من خلالها إلى كافة اليمنيين بالتبرع لها مع كل مناسبة دينية أو سلالية أو تأبينية أو كفالة أسر قتلاها ووظفت كل طاقتها إلى ازعاج المواطن المغلوب الذي طحنته الحرب برسائلها المنحرفة و فكرها الموبوء بالعنصرية والفوقية.
إذا مثل هذه الجماعة التي وظفت أهم القطاعات الإيرادية اقتصاديا وسياسيا و دينيا و طائفيا و سلاليا و مناطقيا لصالحها كل هذه الفترة الزمنية لا يمكن أن يتعايش معها اليمنيون ، و دون تحرير قطاع الاتصالات بشكل كلي سيظل المواطن يمول حرب الجماعة ضده .
و هنا لا ابرر استهداف منشأة الاتصالات وعزل اليمن عن العالم إنما أريد أن أوضح أن الخاسر الأكبر حتى فترة إصلاح ما تم تدميره هي الجماعة التي تتغذى عليه وتمتص أموال اليمنيين عبره ، و أطالب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي و رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ووزير الاتصالات في الحكومة الشرعية بتحمل مسؤوليتهم التأريخية بتحرير هذا القطاع المهم .