حافظ الرئيس صالح على سيادة اليمن بسياسة "صفر مشاكل مع دول الجوار".
حاول الغرب جره في أكثر من منعطف تاريخي إلى الصدام وكان يجيد ببراعة إخراج اليمن وتجنيبه أي صراع، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بترسيم الحدود.
اليمن بموقعه الجغرافي المهم سيخرج من الحرب إما دولة مستقرة تستعيد بناء ما خلفته الحرب والنهوض بهذا الشعب أو أن تبقى عاصمة رابعة مزعزعة لأمن المنطقة.
بقيادة كهنوتية ستكون مستعدة في أي لحظة حسب رغبة الكفيل الإيراني لإشعال حرب طائفية أو مناطقية أو جهوية.
فقد أثبتت هذه القيادة رغم تفردها بصنعاء بالاستماتة بتشبثها بالرجعية وأبعد ما يكون عن سلوك الدولة أو حتى ما يشير إلى ملامح دولة.
كما شاهدنا عربدة السفير الإيراني في صنعاء رغم توقف الرحلات وهو مجرد سفير دون أن يتجرأ كائن حوثي أن يقف في وجهه، وهم الذين يشهرون نزقهم في وجه كل ما هو يمني، فكيف إذا ما استقر للمليشيا الحوثية الوضع وبات بإمكان أصغر فراش إيراني العربدة في عاصمة اليمنيين، وليس هذا في إطار رخاء اقتصادي ولكن كما شاهدتم أيضا في رعاية جمع تبرعات لحلفاء إيران من شعب معدم.
وأفضل تجارب الشعوب المرتهنة لأذناب إيران مريرة في لبنان والعراق وسوريا.
لا يمتلك الحوثي في أيديولوجيته ولا ثقافته ولا انتمائه ما يؤهل لسياسة صفر مشاكل، لأنه فاقد للقرار وحتى مرجعيته ترتكز على العداء لدول الجوار ويسعى لتكريس عزل مناطقه مذهبيا عن باقي جغرافيا اليمن ليسهل عليه ابتلاعهم والتحكم بمصيرهم.
كان هذا يظهر بوضوح بعد اجتياحهم صنعاء، كان يمكن تقديم أنفسهم بصورة تعزز ثقة الجوار ولكنه ذهب إلى مناورة بالحدود وظهر يشحن التعبئة ضد الجوار.
ستنتهي الحرب إما كجولة لاستعداد لحرب جديدة أو للانعتاق من الورطة والتجربة المريرة التي دفعها شعبنا ثمنا باهظا من حاضره ومستقبله، ثمناً لاحتضان "جهال بدر الدين" والاندفاع وراء أكاذيبهم.
هل إنسانيتكم وعواطفكم تبيح كل هذا الثمن من حاضر ومستقبل أمة لبقاء شخص متلفز منذ اقتحامه حياة اليمنيين لم يحل لهم مشكلة واحدة؟!
ففاقد الشيء لا يعطيه، وهذا الكائن وجد لخلق المشاكل وسحق حياة وكرامة اليمنيين.
من مصلحة الجوار يمن مستقر، ومن مصلحة إيران أن تبقى مجرد "دمل" يفرغ بها قيحه على العرب.