ظهر اسماعيل هنية قبل أيام في قناة الجزيرة بصورة باهتة ، ولم يعد لكلامه أدنى زخم بعد تصريحاته الممالئة لإيران ، وحينها تذكرت كيف كانت مقابلات أو تصريحات قيادات حماس تأسر الجماهير وتكون أحاديث الناس وشغلهم الشاغل لأيام بل ولأسابيع .، وبعدها يستقبل مندوب حماس أحد أذرع طهران في صنعاء ويمجد مشروعه القاتل لليمنيين ، وبالأمس يصف محمود الزهار أمة العرب والمسلمين بأنهم شواذ لفرحتهم بهلاك قاتلهم سليماني .
هل فقدت حماس البوصلة لتتوالى طعناتها في جسد الأمة العربية والإسلامية ، وهل يعلم هؤلاء أن دماء العرب والمسلمين تسيل أنهارا بفعل الآلة الإيرانية .
أم أنها الأنانية المفرطة التي جعلت من حماس لا تنظر إلى أعداء الأمة ودماء أبنائها وحرمة مقدساتها إلا من الزاوية الضيقة لقضيتها الفلسطينية " الصغيرة " ولو على حساب الأمة العربية والإسلامية جمعاء ؟
أم أن غباء حماس قد وصل بها إلى الاعتقاد بأن نصرة قضيتها ستكون عبر الفرس الناعقين بمصطلحات المقاومة والممانعة كسبيل لاستمالة السذج ، فهل تماهت حماس مع هذا الخطاب الممجوج .
أم أن حفنة من الأموال والأسلحة قد أعمت بصائر قادة حماس عن رؤية قضايا الأمة ودماء أبنائها .
أم أن التنظيم العالمي لآل البيت هو المتحكم في قراراتها وتحديد مساراتها ؟
أم أن الحقد على بعض الأنظمة العرببة قد أعمى بصائركم فضاع تمييزكم لخصومكم عن اصدقائكم .
أم أن الذين يفكرون بعقلية الجماعة سيظلوا صغارا ولو حاولت الأمة أن تضخ دماء العظمة في شرايينهم .
وإننا إذ نخاطب قادة حماس بالقول : إن رد الجميل من القيم الإسلامية والعربية فهل هذا جزاء أمة وقف أبناؤها معكم في كل موقف تقفونه حتى ولو وقعتم في خلاف مع جيرانكم .
هل تجازون من سخر خيرة شبابه للعمل سنين عددا لإقناع الشعوب بأنكم الممثل الأمثل لقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، وأنكم الذائدون حقا عن مقدسات الأمة ،، فهل تقفون اليوم مع من يستهدف مقدسات هي أسمى من مقدساتكم .
هل جزاء نساء أقنعن بنات مجتمعاتهن بخلع حليّهن دعما لكم بأن تقفوا اليوم مع من يستهدف شرفهن وشرف الماجدات العربيات .
كم هي المظاهرات والخطب والمحاضرات والتبرعات التي سخرتها الأمة لكم فهل الجزاء بأن تتقنوا الطعنات في ظهر أمتكم لحساب الغزاة الساسانيين .
إنكم تجفّفون حبّكم من قلوب أمتكم دون أن تكونوا مضطرين لذلك ، وستعلمون خسارة فقدكم قلوب شعوبكم عند أول جولة صراع مع الكيان الصهيوني كون جولتكم القادمة كما يبدو لنا بعد هذا الارتهان لن تكون لمصلحة القضية الفلسطينية بقدر ما هي ضمن المخطط الإيراني في تحقيق أهدافه التوسعية ،
فهل تدركون أن رأس مالكم لنصرة قضيتكم هم أبناء أمتكم وليسو أحفاد يزدجرد ورستم .
إنكم بتنكركم لهويتكم لحساب الأغراب الساسانيين إنما تحفرون لأنفسكم قبرا ولقضيتكم نفقا مظلما لن تروا فيه حقا أو صوابا .
لقد تعب خالد مشعل تبريرا لاخطائكم ، وردما لفجوات صنعتموها بأيديكم مع أمتكم ، وإن حركتكم حال استمراركم بهذه السياسة الغبية أو الأنانية مقبلة على انقسام حقيقي يفرزها ( عميل فارسي ، وحر عربي ) فأخطاء الساسة وغلطاتهم تضيع جهود الأفراد المخلصين ، ولا أظن أن هذه السياسة الأنانية التي تنتهجها حماس تمثل أعضاءها المخلصين وبالتالي فإن هذه الفجوة التي يصنعها العقل القيادي في حماس ستتسع لتؤول إلى انقسام محتوم .
والغريب أن بعض " العميقين " من اليمنيين يبرر لتلك المواقف بأن حماس مضطرة لمدح إيران كونها تدعمها ضد الشعب الاسرائيلي ، وعلى افتراض أن تلك حقيقة " وليست حقيقة " فهل ذلك يبرر لحماس وقوفها مع أعداء الأمة العربية والاسلامية مقابل الحفاظ " الوهمي " على القضية الفلسطينية التي لم تعد تمثلها بعد هذا الارتهان .
حماس بحاجة إلى إعادة بناء عقليتها السياسية النابعة عن ثقافتها وافكارها القزمية لترقى إلى مستوى قضايا الأمة كونها لن تحقق الانتصار لقضيتها إذا فقدت تضامن أمتها ، ولن يغنيها عن أمتها شواذ الفرس الذين يجعلون منها مطية لاحتلال الأمة وسفك دماء أبنائها .
إننا نحن اليمنيون نعتبر أن قدسنا صنعاء ، ومقدساتنا الأولى في مكة والمدينة اللتان هما أقدس من القدس ، وإن دماء الشهداء التي سفكها " شهيدكم " قاسم سليماني هي لدينا أقدس من قدسية قدسكم ، فكيف تنصرون متلمظاً بدماء أبناء أمتكم ؟
إن على الاحزاب السياسية اليمنية أن تصدر بيانات مقاطعة لهذه الفصائل حتى يعودوا عن غيهم ويثوبوا إلى رشدهم ، ويتبرءوا من عدو أمتهم ، ويعلنوا على الملأ أن الفرس يستخدمون قضيتهم كمطية لاحتلال أمتهم وبالتالي فليسو بحاجة إلى دعمهم أو الكلام باسمهم عن فلسطين.