اعتاد الفنان اللبناني غسان الرحباني على محاكاة الواقع بأغنيات ساخرة تجسد حال لبنان وانتهاك بيئته ومعاناة أبنائه مع نظام لا يتغير، وأغنية "أرسم عمري"، التي صورها بطريقة فيديو كليب في موقع تفجير المرفأ من كلماته وألحانه وتوزيعه لا تشذ عن القاعدة ولكنها من عيار أثقل.
"أرسم عمري" تعبر عن غضب غسان الرحباني لما حدث في بيروت، لم يتخيّل، أن تتحوّل بيروت الى مدينة منكوبة بهذا الكمّ من الخراب والعدد الكبير من الضحايا والجرحى.
الرحباني رد على سؤال طرحه حول الآثار السلبية عليه كمواطن أولا ثم كفنان بعد مرور عام على الجريمة التي هزت العاصمة بيروت، قال ابن الفنان الكبير الراحل إلياس الرحباني شقيق الأخوين رحباني "لم أعد قادرا على الكذب على اللبنانيين وتصوير المدينة كما يردد بعض الفنانين على أنها بيروت التي لا تموت".
وأضاف" أنا لا أرى بيروت اليوم تستطيع أن تنهض من كبوتها لأن توقيت الانفجار كان مدروسا لإلغاء مرفأ بيروت ليحل مكانه مرفأ آخر، وساذج من يعتقد أن هذا الانفجار هو نتيجة إهمال، ويمكن أن يكون إهمالا استعمل من أعداء لبنان لإحداث تغيير جذري، هذا تفجير مدبر على توقيت معين".
وأردف "أنجزت عملي الفني (أرسم عمري) بعد 10 أيام تقريبا على وقوع الانفجار، ويمكن القول أن كلمات هذا العمل كانت أشبه بمسرحية لا بل كانت سردا لقصة"
وأضاف: "الأغنية قالت كل شيء تقريبا، ما يحزنني أن هذا البلد الصغير يدفع الضريبة عن كل البلدان من حوله".
ويصر الرحباني على إطلاق تسمية "الضحايا" على من قضوا في انفجار بيروت ويقول "إن الشهداء هم من طلبوا الشهادة أما الضحايا فهم الذين قتلوا ظلما ولم يتمنوا الموت".
وتابع الفنان الرحباني: "ما حصل كان رسالة سياسية بامتياز مفادها ’إن لم تعملوا معنا كما يجب سترون ما سيصيبكم‘".
وأردف: "أيا كان من نفذ هذه الجريمة تراه اليوم لا يتجرأ على الاعتراف بفعلته، فهول وحجم الانفجار جعلا من أراد توصيل هذه الرسالة يتبرأ منها ولا يتبناها بسبب نتائجها الكارثية".
وأكثر ما يؤلم غسان الرحباني أن الانفجار غير نظرته في الزعماء الذين كان يؤمن ببعضهم ويقول "قبل انفجار المرفأ كان عندي أمل بالزعماء أما بعد 4 أغسطس صاروا كلهم عندي دون المستوى".