أكثر من 80 عامًا مرت ولم تشاهد فراشة زيرسيس الزرقاء وهي تحلق عبر الكثبان الرملية الساحلية في كاليفورنيا، منذ اختفت في أربعينيات القرن الماضي.
بحث جديد نُشر مؤخرًا في دورية "بيولوجي ليترز" أعاد تسليط الضوء مجددًا على الفراشة الجذابة، إذ أظهرت نتائج تحليل الحمض النووي من عينة متحف عمرها نحو 90 عامًا أن الفراشة كانت نوعًا مميزًا، مع ترجيح أن اختفائها ربما يعود للبشر.
وبالرغم من رصد حشرات انقرضت في وقت سابق، مثل جراد جبال روكي (Melanoplus spretus) ، يشك العلماء في أن البشر هم المسؤولون عن هذا الانقراض. لكن بالنسبة لهذه الفراشة فإن مسؤولية البشر مرجحة إلى حد كبير.
وبحسب الدراسة، كانت الفراشة تعيش فقط في شبه جزيرة سان فرانسيسكو. ولكن بحلول أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، وبعد أقل من قرن من وصف الفراشة العلمي الرسمي في خمسينيات القرن التاسع عشر، اختفت الفراشة ذات الأجنحة الشائكة.
يُعزى هذا الاختفاء السريع إلى فقدان الموائل والأغذية النباتية المحلية نتيجة للتطور الحضري.
قبل الدراسة لم يعرف العلماء ما إذا كانت فراشة زيرسيس الزرقاء هي نوع خاص من الفراشات، أم أنها مجرد مجموعة معزولة من نوع آخر أكثر انتشارًا من الفراشات الزرقاء، كما تقول كوري مورو، عالمة الحشرات في جامعة كورنيل.
لكشف الغموض الذي يكتنف حقيقة نوع الفراشة، لجأت مورو وزملاؤها إلى عينة من فراشة زيرسيس عمرها 93 عامًا موجودة في متحف فيلد في شيكاغو، لاستخراج الحمض النووي من جزء صغير جدًا من أنسجة الحشرة.
على الرغم من تدهور الحمض النووي بسبب تقدم العمر، أمكن للفريق مقارنة جينات زيرسيس المحددة مع تلك الخاصة بالفراشات الزرقاء الأخرى ذات الصلة الوثيقة.
باستخدام الجينات و"الميتوجينومات"، ابتكر الباحثون شجرة تطورية، توضح كيف ترتبط جميع أنواع الفراشات ببعضها البعض، وجد الفريق أن فراشة زيرسيس الزرقاء المنقرضة كانت متميزة وراثيًا، مما يستدعي تصنيفها كنوع.
تقول مورو: "لقد فقدنا قطعة من أحجية التنوع البيولوجي التي كانت تشكل نسيج منطقة خليج سان فرانسيسكو".
تلفت مورو إلى إمكانية إحياء الفراشة من جديد، حيث يتم إعادة الأنواع المنقرضة عن طريق الاستنساخ أو التلاعب الجيني، لكنها تحذر من ذلك وتقول: "ربما ينبغي إنفاق الوقت والطاقة والمال في ضمان حماية الأنواع المهددة بالانقراض بالفعل، التي نعرف عنها".