في عهد "عفاش" كنت أستلم ألفا ومائة دولار، بسعر صرف اليوم 660 ألف ريال شهريا.
واليوم بلا راتب ومثلي ملايين اليمنيين، مسجون وسط بيتي أظل شهرا وشهرين بمحبسي لا أستطيع الخروج من البيت والتنقل بات مستحيلا، السيارة ذحلت بسبب جرع الوقود الثورية، واسواقها السوداء الفاحشة.
نتجرع الأمرين ونكابد الفاقة والعوز وهم يعيشون في بحبوحة وتخمة وترف وبذخ فاحش يتطاولون بالبنيان، ويتزوجون الغواني الحسان مثنى وثلاث ورباع، ويزايدوا علينا بالقول:
إحنا في عدوان!!
وعندما ننتقد فسادهم وانحرافاتهم بالسلطة، ونستنكر بذخهم وجباياتهم، ونهبهم للثروات وتسخيرهم للدولة والمال العام لخدمة مصالحهم الخاصة الذاتية الشخصية.. يسلطوا علينا كلابهم وخنازيرهم، المأجورين الذين يرمون لهم الفتات من مال الشعب، لتهديدنا بالاعتقال وبالسجن والويلات وبقية العنتريات.
يا هؤلاء:
نحن لم يعد يفرق لدينا الموت والحياة سيان، ونحن مسجونون ببيوتنا، محرومون من المجد الذي سنناله لو دخلنا سجونكم الخاصة، مقاومتنا لظلمكم وطغيناكم، واجب وطني وإنساني واخلاقي، ومستعدون لدفع أي ثمن بما فيها التحرر من سجن الجسد بالاستشهاد في سبيل قول كلمة الحق بوجه سلطان جائر.
* * *
أكبر فساد وإفساد للقضاء هو قطع مرتبات القضاة ودفع من تبقى منهم عاصبا على بطنه للرشوة القسرية والفساد المليشاوي الممنهج..
أين جاء نادي قضاة النيابة، الذي أصدر لنا بيانا حنانا طنانا قبل ثلاثة اشهر، منح فيه سلطة الأولياء مدة شهر لصرف مرتبات القضاة، ودفع كل حقوقهم ما لم سيضرب القضاة عن العمل..
اجتمع بقيادة نادي قضاة النيابة محمد علي الحوثي، فنسمهم، وشل حركتهم وصمتهم صمتا موحشا، وميعت قرارات النادي والى اليوووم..!
صحِ النوم يا نادي قضاة النيابة..
بالله عليكم من هو القاضي النزيه المستقل الذي سيفصل بألف قضية تعرض عليه سنويا وتلاحقه أعمال القضايا إلى غرفة نومه صباحا وعشيا، بمرتب 200 دولار شهريا لن تفي بايجار شقته الايجارية الضيقة..
من يتحدث عن عدالة وقضاء نزيه في مثل هكذا واقع، فهو كذاب أشر..
لا يقضي القاضي وهو جائع..
واليوم القضاء بعهد "الأولياء" لمن يدفع والحقوق ضاعت والعدالة ماتت وغيبت.
أفسدوا كل شيء وقضوا على كل شيء جميل.