تواصل جماعة الحوثي التحشيد لمعركتها في مأرب بكل السبل، رغم دعوات المجتمع الدولي لوقف المعركة والجلوس إلى طاولة الحوار.
يذكرنا موقف الجماعة بمواقفها الرافضة للسلام منذ البدء، ففي موفمبيك 2014 كانت يد للجماعة تحاور وأخرى تتجه بجحافلها نحو المدن لاقتحامها.
وبين هذا وذاك تبدو الحكومة الشرعية فاقدة للحيلة، وكأن لا خيار أمامها سوى الرضوخ للضغوطات الدولية المتزايدة بمبررات الأوضاع الإنسانية وما إلى ذلك.
في المعركة الأخيرة بمأرب التف قطاع كبير من اليمنيين خلف قوات الجيش الوطني، ما دفع الكثير لاعتبارها معركة فاصلة تبعث الأمل في نفوس اليمنيين بعد احباطات سبعة أعوام.
ومن منطلقات المعركة الأخيرة، لا تعاني الحكومة الشرعية سوى من تواكل قياداتها السياسية والعسكرية وتراخيها في الميدان.
ففي حين تتجاهل جماعة الحوثي كل دعوات السلام، وتتعامل معها من منطق تحصيل حاصل، تأخذها الحكومة الشرعية على محمل الجد، ومرة بعد أخرى تعول على المجتمع الدولي والتحالف أكثر من تعويلها على الداخل ومقاتليها في الميدان.
وفيما بدا كاستراحة التقطت خلالها جماعة الحوثي أنفاسها، عادت وتيرة المواجهات إلى التصاعد في مداخل مدينة مأرب، ومعها عادت قوات الجيش الوطني إلى الاكتفاء بالدفاع عن آخر معاقلها في الشمال.
في خضم المواجهة يعول الشارع اليمني على استفاقة مفاجئة للشرعية، استفاقة تعيد له الآمال بإكمال معركة طال انتظارها لتحرير ما يمكن تحريره وما يضع الحكومة الشرعية في صدارة أي مفاوضات قد تكون المواجهات في مأرب مقدمة للجلوس على طاولاتها.
بدون هذه الاستفاقة المطلوبة لن تحصد الحكومة الشرعية سوى الخيبة على الصعيدين العسكري أو السياسي.
وفي مختلف الاحتمالات، تضع معركة مأرب طرفا الصراع أمام اختبار يبدو هو الأخير، ويعجل حسمه من حسم مسألة المفاوضات بشكل تام هذه المرة، ولمصلحة من سيكون الظفر.