تسجل مأرب اليوم ؛ ببطولة فذة، و مواقف و أعمال نادرة، و أفعال متميزة تاريخا جديدا في الدفاع عن الوطن و الجمهورية، بل الدفاع عن الإنسان و الحياة، و كما كانت أمس متصدرة المشهد كعاصمة لسبأ، و كانت آية بنص التنزيل، فهي اليوم تعود لصدارة المشهد مفسحة المجال لكل اليمنيين في المشاركة لاستئناف كتابة التاريخ من جديد؛ ليكون لسبأ في مسكنهم آية ثانية، يكون عنوانها إسقاط مشروع كسرى التوسعي، الذي تقوده و ساوس أوهام امبراطورية فارس التي دخلت بثقلها المعركة لتحقيق مآربها أصالة عن نفسها، و لم تعد مكتفية، و لا راضية عن أداء وكيلها الحوثي الأداة الإجرامية الإرهابية المنفذة لإيران.
إن واجب الوقت لكافة اليمنيين اليوم- مع تجميد كافة المسميات السياسية و الاجتماعية- هو مناصرة مأرب في الدفاع عن الثورة و الجمهورية، و عن الشعب و الوطن، وعن الحاضر و المستقبل، و بكل صدق و واقعية، و دون منٍٍّ أو فخر الدفاع عن الأمن القومي العربي .
إن على اليمنيين ألا يؤجلوا معركتهم مع مليشيا إيران إلى أن يأتي وقت تنفرد معه بهذه الجبهة أو تلك ، بل عليهم الساعة الساعة أن يخوضوا معركتهم بمشاركة مباشرة، أو من خلال جبهاتهم.
و تستطيع هذه السطور القول بالفم المليان، و إن على العرب أيضا - ألا يؤجلوا معركتهم مع إيران، و قد أخذت تعربد هنا و هناك، خاصة و هي من تفرض الحرب اليوم على الوطن العربي في كثير من المناطق و البلدان، وعليهم تغيير أجنداتهم و طريقة تفكيرهم ، كما أن عليهم حشد طاقاتهم الرسمية و الشعبية لإسقاط المشروع الكسروي المتربص بالمنطقة عامة.