موقف الإدارة الامريكية الجديدة، وإعلان اعتزامها التراجع عن تصنيف ميليشيات الحوثي كجماعة إرهابية، شجع الميليشيات على القيام بقصف مدينة مارب بالصواريخ وإطلاق المسيرات المفخخة لاستهداف المدنيين في اليمن والسعودية.
لن تقتصر تداعيات الموقف المضطرب للإدارة الامريكية على الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام ، وإنهاء معاناة الشعب اليمني جراء هذه الحرب التي فرضتها عليه الميليشيات الحوثية، بل إنه سيكون بمثابة ضوء أخضر للحوثيين لمزيد من قتل اليمنيين وقصف السعودية.. وكأن الرئيس ترامب يعيش ويتجول هنا ويسعى بايدن للانتقام منه بمارب والسعودية!!
وقد استبقت واشنطن فشلها بتعيين مبعوث خاص لها إلى اليمن وهو القرار الذي لم يرق للبريطانيين الذين لم يتعاملوا بجدية مع الملف اليمني، لكننا أمام مؤشر واضح لصراع بين واشنطن ولندن، ولأن الأمريكيين يفكرون بعقلية رعاة البقر فلن يحققوا شيئا، ولن يأت بجديد المبعوث الأمريكي، وسيقوم بنفس الدور الفاشل الذي يقوم به المبعوث الأمريكي إلى إيران لأن المبعوث الإيراني في صنعاء يكرس وجود إيران ليس عسكريا فقط وإنما يعيد تشكيل المجتمع وفق ايديولوجية الحرس الثوري وقم.
وازاء هذه المتغيرات فإن الشعب اليمني لا يراهن على سلام تأتي به ميليشيات كهنوتية عنصرية إرهابية ، مثلما لا يراهن على جهود المبعوث الدولي لليمن والمنظمات الإنسانية التي تشن هي أيضا حرب قذرة عليه وتتقاسم مع الميليشيات سرقة الأغذية والمساعدات الإنسانية وتتكسب من الحرب على حساب دماء اليمنيين.
إن قصف مارب هو نتيجة لمجاهرة أمريكا بدعم ميليشيات الحوثي والتقليل من جرائمهم بحق الشعب اليمني، وموقف كهذا ليس بجديد، فالولايات المتحدة هي التي صنعت فوضى 2011م وتآمرت على نظامنا الوطني الديمقراطي، وعملت على استهداف الرئيس علي عبدالله صالح، وهي من هيكلت الجيش والأمن، وعملت على تدمير هاتين المؤسستين الوطنيتين لفتح الطريق أمام هذه الميليشيات لتجتاح صنعاء وتشرد ملايين اليمنيين وتقتل مئات الآلاف من الأبرياء وتحول حياة الشعب اليمني إلى جحيم والبلاد إلى محرقة.
إن شهر فبراير شهر حاسم، ففيه سيتحدد الموقف النهائي للإدارة الأمريكية، إما إلى جانب الشعب اليمني أو ضده وتواصل دعم ميليشيات الحوثي الإرهابية.. ومهما يكن فالشعب اليمني قدد حدد خياراته، ولم يعد يقف في المواجهة لوحده ، بل إن السعودية وكل دول المنطقة العربية معه، وطالما أصبح الجميع يدركون أنهم مستهدفون في وجودهم وأمنهم واستقرارهم، فلن تتكرر مآسي الشعب العراقي ولن تكون في اليمن منطقة خضراء