في مثل هذا اليوم، قبل 11 سنة، والشباب المغرر بهم، ونحن معهم، يزمجرون بالساحات "مزقرعين، فرحين، منتشين" ياعلي "ارررررحل... ارحل، الكرسي تحتك ذحل".
وفعلا، رحل الرجل، ورحل معه الزمن الجميل، وهذا للأمانة والانصاف.
رحل ورحلت معه الجمهورية، والدولة، والوحدة، والمرتبات، والديزل، والغاز، والكهرباء أبو ستة ريالات (للكيلو وات)، ورحلت معه الآمال العراض والأحلام الكبرى.
ومن يكابر ويصر، على أن "11 فبراير" كانت ثورة، فهو كذاب أشر، مستفيد مما آلت إليه الأوضاع، وتحسن وضعه الشخصي، ليس إلا.
أي مواطن يمني بسيط، في أقصى شمال اليمن أو جنوبها، أو شرقها أو غربها، وليس من أطراف الصراع المستفيدة من تمزق اليمن واحترابها، بعد 11 سنة عجاف، يرحم اليوم على عفاش، ويقول: "سلام الله على عفاش".
أقول هذا وأنا كنت أكره الرجل ولا أطيقه، وأبغض رجالاته الفاسدين، الذين كان يعتمد عليهم ويثق بهم، وكانوا أول من خانه وباعه وتخلى عنه.
هذا انطباعي، بعد مرور 11 سنة على نكبة 11 فبراير، أصدع به بصدق وتجرد، بدون أي تحيزات.