قد يكون الحديث عن تعزيز "الهوية الإيمانية" مغريا لإلهاء الناس عبر مداعبة غرائزهم الدينية.
لكن مهمة الدولة تقديم الخدمات للناس في الدنيا، وليس ضمان موقعهم في الآخرة.
الدولة علاقة بين تعاقدية بين السلطة والناس، وليست توكيلا من الله للمتسلطين.
الله والقرآن والآخرة ليست مجالات للنقاش بين المواطن والدولة. هي مجالات للاقتناع الشخصي.
قد تبني الدولة مسجدا، لكن إجبار الناس على الدخول للمسجد ليست مهمتها.
ودور الدولة حماية حق الناس في التدين، وليس فرض مذهب أو طائفة معينة على الناس.
الإيمان ليس الهوية الوحيدة لليمنيين.
هو جزء بسيط وفرع بسيط في الهوية اليمنية القديمة والمعقدة والمتغيرة. واليمن موجودة قبل الإيمان وقبل الإسلام بآلاف السنين، وسيبقى بعد أي إيمان وأي دين.
وظيفة السلطة المحلية تقديم الخدمات وليس ملاحقة البالطوهات والكافيهات،
وظيفتها دفع المرتبات، وليس مراقبة العقائد،
تهيئة المدارس للتعليم العصري، وليس تحجيب طالبات الصف الخامس..
لا يمكن اختصار هوية الشعب في تفصيل صغير هو الإيمان. ولا يمكن اختزال الإيمان في هوية طائفية ومذهبية واحدة في بلد متعدد المذاهب والانتماءات.
حتى الإمامة البائدة في أشد فتراتها تسلطا لم تجرؤ على مصادرة انتماءات الناس وهوياتهم وفرض هوية طائفية واحدة بالقوة على الجميع!
مهمة الدولة هي تقديم الخدمات.. خدمات الأمن والتعليم والصحة والوظيفة...
والهروب من هذه الإستحقافات نحو شعارات الإيمان والأخلاق مهمة فاشلة مسبقا...