دائما ما تتبادر إلى ذهني تساؤلات عدّة وأنا اقرأ تاريخ رواد الحركة الوطنية اليمنية، تنويراً وتثويراً، من هذه التساؤلات لماذا غالبية هؤلاء الثوار الذين فجروا الثورة اليمنية الخالدة، سبتمبر وأكتوبر، كانوا يتامى؟
ما هي العلاقة بين يُتْمهم وثوريتهم؟ بين مكابدتهم للعيش وسعيهم للانتصار للمظلومين؟ هل الشعور بفقدان الأب ولّد لديهم شعورا وطنيا بضرورة الانتصار للأطفال حتى لا يخسرون حنان أبوّتهم في ظل وجود الإرهاب السلالي شمالاً وإرهاب المحتل البريطاني جنوباً؟
هل فقدانهم لحنان الأب جعلهم ينظرون للوطن كأب وأم معاً ويبحثون عن عزته وكرامته بأقلامهم ورصاصهم وتضحياتهم؟
يُقال إن الطفل الذي يعيش حياته يتيما ويلقى معاملة قاسية يعود لينتقم من مجتمعه بسبب الضيم الذي لاقاه، وشظف العيش الذي عاناه، لكن هذا القول ليس صحيحاً في واقع ثورة سبتمبر وأكتوبر، فهؤلاء الفتية الذين كابدوا مرارة العيش وقهر الزمن آمنوا بحق أمتهم في الحياة الكريمة وأفنوا حياتهم في سبيل مجتمعهم ووطنهم، وانتصروا لآبائهم في أجداثهم، رحمهم الله.
علي عبدالمغني: توفي والده وهو في ربيعه الرابع وعاش يتيما في كنف عمه.
عبدالله السلال: توفي والده عندما كان رضيعا وتربى في كنف أمه.
محمد محمود الزبيري: توفي والده وعمره عشرة أعوام وترعرع في كنف ابن عمه.
قحطان محمد الشعبي: توفي والده وهو لايزال في بطن أمه وولد يتيما وعاش حياته يتيما.
راجح بن غالب لبوزة: توفي والده وعمره أربع سنوات وعاش طفولته صراعا مريراً مع قساوة الحياة وتقلبات الزمن.
فيصل عبداللطيف: اغتيل والده وهو في صباه وعاش يتيماً.
عبود الشرعبي: توفي والده وعمره ثلاث سنوات وعاش حياته يتيما في كنف أمه التي صنعت منه أسداً هصوراً وفدائيا أرعب المحتلين.
رحمهم الله واسكنهم فسيح عليين