هل باتت أطراف النزاع في أبين مقتنعة بحتمية الحل السياسي وعبثية المعارك الدائرة هناك؟
سؤال ربما تسمح الإجابة عليه بمعرفة مدى جدية الحكومة والمجلس الإنتقالي تنفيذ إتفاق الرياض.
يرى مراقبون أن الطرفين تُرِكَا خلال الفترة الماضية لاختبار قدرتيهما الميدانية على حسم المعركة ، معركة ظلت لأسابيعَ تراوحُ مكانها، فلا الإنتقالي استطاع الوصول إلى شُقرة كما كان يدعي مسعروا الحرب في جناحاته المتشددة و لا القوات الحكومية قوت على الوصول إلى جعار وزنجبار وصولاً إلى عدن وفق رؤى بعض مكونات الحكومة المتشبثة بضرورة و حتمية الحسم العسكري.
على الرغم من ضراوة المعارك الدائرة في أبين وسقوط عشرات القتلى من الجانبين فضلاً عن الخسائر المادية في العتاد العسكري الذي حُرفت فوهاته عن الهدف الرئيس له واتجهت إلى صدور رفقاء الكفاح.
غير بعيد يرقب الحوثيون المشهد في المحافظات الجنوبية مدركين أهمية الفوضى الحاصلة بين صفوف مناهضيهم و هو ما سمح لهم قضم مزيد من الأرض في البيضاء والجوف ومأرب وكثفوا من هجماتهم في جبهات الضالع و على طول الساحل الغربي.
وليس خافيا على أحد أن الصراع المسلح في جنوب البلاد قد أفقد المواطن الثقة في القوى السياسية والعسكرية المتصارعة فيما بينها ما أثر سلباً على مقاومته للحوثيين الذين استغلوا ذلك في زرع فكرهم في أذهان البسطاء والتغرير بهم و جرهم إلى ويلات المعارك فيما يكاد اتفاق الرياض أن يكمل عامه الأول دون أن يجد له موطئ قدم على الأرض.
اليوم يرى مراقبون أن لا خيار أمام اليمنيين إلا تنفيذ إتفاق الرياض بكافة جوانبه السياسية والاقتصادية والعسكرية و التوحد صفا واحدا للخلاص من مليشيات الحوثي وفكرها الظلامي إضافة إلى تنمية المحافظات المحررة و التسريع في إعادة بناء ما دمرته الحرب على الصعيدين المادي والمجتمعي و إنقاذ اليمنيين من الأمراض والأوبئة التي فتكت بهم ليل نهار..
وعوداً على ذي بدء
هل أدركت الأطراف الموقعة على اتفاق الرياض أهمية تنفيذه؟ وهل أقنعت بعبثية الحرب و ضرورة توحيد الصف؟
الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة على ذلك.