قال كيريل ديمترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، إن اتفاق تحالف أوبك بلس بشأن خفض إنتاج الخام سيجنب الولايات المتحدة خسارة ملايين من الوظائف التي كانت مهددة جراء انهيار أسعار الخام المتواصل منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد.
أضاف ديمترييف، في تصريحات لشبكة سي إن بي سي نيوز الأمريكية الاثنين: "إن الاتفاق النفطي الذي أسهم الرئيس دونالد ترامب بشكل شخصي في إتمامه سيسهم في إنقاذ أكثر من مليوني وظيفة أمريكية، مشيرا إلى أن إجمالي عدد الوظائف بقطاع النفط والغاز الأمريكي يصل إلى ١٠ ملايين إلا أن عدد الوظائف بالصناعات الأخرى المرتبطة بالنفط يفوق ذلك بكثير".
وأكد المسؤول الروسي أن اتفاق خفض الإنتاج جاء لدعم الأسعار في مواجهة انهيار الطلب الناجم عن تفشي جائحة فيروس كورونا وتدابير الإغلاق وحظر السفر، مضيفا:" إنه لولا اتفاق أوبك بلس، لهَبطت أسعار الخام دون ١٠ دولارات للبرميل بعد أن سبقت وفقدت أكثر من نصف قيمتها منذ بداية ٢٠٢٠.
وأوضح"ربما لن نطالع قفزة كبيرة استثنائية في الأسعار نتيجة استمرار ضعف نسب استهلاك الوقود، لكنه يظل اتفاقا محوريا لتوفير أرضية صلبة للأسواق تساعد على تعافيها سريعا فور عودة الأمور لطبيعتها".
وأعرب ديمتريف عن اعتقاده بأن معدل الخفض الإجمالي في إنتاج الخام قد يتجاوز ١٥ مليون برميل يوميا حال انضمت دول منتجة أخرى غير عضو بالتحالف لاتفاق خفض الإنتاج، مضيفا" يمكن أن نرى مزيدا من الاتفاقات بشأن الخفض من جانب دول مجموعة العشرين غدا.
وتخوف كثير من المستثمرين من تعرض قطاع النفط الصخري الأمريكي لمخاطر وخسارة العديد من الوظائف بالتزامن مع انهيار أسعار الخام خلال الربع الأول جراء مع تفشي كورونا وحرب الأسعار بين كبار المنتجين إثر انهيار مفاوضات خفض الإنتاج في مارس الماضي قبل أن يتم تنحية خلافاتهم جانبا خلال محادثات لإقرار أكبر خفض في تاريخ إنتاج الخام.
ويقضى الاتفاق بتخفيض أعضاء "أوبك +" إنتاجهم بواقع 9.7 مليون برميل يوميًا، أى ما يقل بصورة طفيفة عن الاقتراح الأولى البالغ 10 ملايين برميل، كما ستسهم الولايات المتحدة والبرازيل وكندا بإقرار خفض إضافي بمقدار 3.7 مليون برميل أخرى.
وستخفض المملكة العربية السعودية إنتاجها بما يقل طفيفًا عن مستوى 8.5 مليون برميل يوميًا، مسجلة أدنى مستوى لها منذ عام 2011، ولفتت إلى أن معايير الخفض الموضوعة للإنتاج السعودى كما هو الحال لنظيره الروسى تستند إلى مستويات ما قبل أبريل الجارى البالغة ١١ مليون برميل يوميًا.
ومن المقرر أن يستمر خفض الإنتاج لمدة عامين تقريبًا، ولكن ليس على نفس مستوى شهرى مايو ويونيو المقبلين، موضحة أن منتجي النفط سيَعمدون إلى تقليص حجم التخفيضات تدريجيا مع مرور الوقت، أى سيتم تقليص 10 ملايين برميل إلى 7.6 مليون برميل يوميًا مع انقضاء شهر يونيو حتى نهاية العام، ثم إلى 5.6 مليون حتى 2021 و2022.