قال جان دوندار، رئيس التحرير لصحيفة "جمهورييت" التركية، والذي يعيش الآن في المنفى في ألمانيا، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلعب لعبة خطيرة مصيرها الفشل بعد خسارته لحلفائه في الغرب وعدم قدرته على موازنة علاقة ناجحة مع روسيا، خصوصا بعد الإهانة الكبيرة التي تعرض لها أردوغان خلال قمة موسكو.
وقال دوندار، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعمد إهانة أردوغان والوفد المرافق له خلال زيارتهم إلى العاصمة الروسية موسكو في الخامس من مارس الجاري لبحث التصعيد العسكرى في مدينة إدلب السورية، بعدما نشر التلفزيون الروسي مقطع فيديو ركز فيه على مشاهد إذلال بوتين لنظيره التركي، حيث وقف الأخير في موقف محرج للغاية أمام مكتب بوتين في انتظار مقابلته، لبضع دقائق في إهانة كبيرة لم يتوقعها أردوغان والوفد المرافق له.
وأضاف أن أردوغان كان المفترض أن يذهب لموسكو للمطالبة بالمساءلة فيما يخص مقتل أكثر من 36 من الجنود الأتراك في قصف روسي- سوري في شمال سوريا، إلا انه لم يكن يملك القدرة على مواجهة بوتين، وفضل ان يعمل على تخفيف التوترات بدلا من المواجهة وهذا جعل دقائق الانتظار "أكثر إيلاما" على الرئيس التركي، وعاد إلى بلده خالي الوفاض.
وأوضح أن أنقرة بدأت تشعر بالعزلة بعدما فشلت في الحصول على دعم مادي أو عسكري من الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الأزمة في سوريا، كما تقدمت بطلب صواريخ باتريوت من الولايات المتحدة لكنها رفضت بإصرار، وهو ما جعل أردوغان يستخدم بطاقته الأخيرة ويفتح الحدود للاجئين، وهي الورقة التي كان يستخدمها لابتزاز أوروبا لفترة طويلة.
وتابع أنه حتى هذه الخطوة الأخيرة، والتي وضعت مئات الآلاف من الأرواح على المحك، جاءت بنتائج عكسية، بعد السفر إلى بروكسل الأسبوع الماضي لمناقشة قضية اللاجئين مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، انسحب أردوغان من الاجتماع عندما فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق.