قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الركود الاقتصادى العالمى سيحدث على الأرجح بقوة وسرعة غير مسبوقتين، فى ظل تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد الذى أصبح وباء عالميا.
وأوضحت الصحيفة، أن الولايات المتحدة تعانى من الأكثر مفاجأة والأوسع نطاقا للنشاط الاقتصادى فى تاريخها، وتندفع نحو الركود الذى قد يعنى فقدان الوظائف والدخل والثروة لملايين الأمريكيين.
ففى جميع أنحاء أمريكا يتجه إنفاق المستهلكين الذى يدعم 70% من الاقتصاد فى ظل المخاوف من تفشى وباء كورونا بعد أن ابتعد الناس عن المتاجر والمطاعم ودور السينما وأماكن العمل.
وتسبب الإغلاق الوطنى السريع بالفعل فى تسريح عمال وتراجع فى وول ستريت، مما دفع الأسهم إلى أول هبوط منذ 11 عاما، وسط حالة من البيع المذعور والضغوط غير المعتادة التى بدت فى منافذ أسواق أقل والتى تعتبر حاسمة لقدرة الشركات على العمل بشكل طبيعى.
وبالنسبة لملايين العمال والمستهلكين والمستثمرين، فإن التوقف المفاجئ للاقتصاد يأتى مع استمرار ذكريات الأزمة المالية العالمية لعام 2008، قبل أقل من 12 عاما، حينما غرق الاقتصاد فى ركود مؤلم بعد أن تدهورت استثمارات وول ستريت الخطيرة المرتبطة بالعقارات. وقد زاد عدد العاطلين عن العمل أكثر من الضعف فى أعقاب ذلك، بينما خسرت سوق الأسهم أكثر من نصف قيمتها.
وقال بعض من شهدوا ركود عام 2008 والذى كان الأسوأ منذ الكساد العظيم، إن وباء اليوم يضرب الاقتصاد بطرق معقدة والتى يمكن أن تكون أكثر صعوبة فى محاربتها.
وقال جيسون فورمان، الذى قاد مجلس المستشارين الاقتصاديين فى عهد باراك أوباما إن المشكلة هى أن الجميع فى أمريكا يخفضون استهلاكهم، وتضررت الكثير من القطاعات خاصة قطاع الخدمات، ويتم تخفيض الكثير من الدخل والإنفاق، وهذه مجرد صدمة هائلة للاقتصاد.
وأوضحت "واشنطن بوست" إن الاقتصاد اجتاز العديد من فترات الركود المؤلمة والصدمات السابقة، بما فى ذلك الكوارث الطبيعية ولهجمات الإرهابية، لكن المختلف هذه المرة هو سرعة التراجع والضربة الاقتصادية الشاملة التى تسبب فيها الفزع الصحى الذى لا يمكن التنبؤ به وبتعارض مع قدرة الأمريكيين على الإنتاج والاستهلاك.