كشفت مصادر سياسية خاصة لصحيفة "العرب" التي تصدر في العاصمة البريطانية لندن، أن زيارة الأمير القطري تميم بن حمد لتونس الأخيرة جاءت كمحاولة لرأب الصدع بين كلا من رئيس البرلمان وحركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، والرئيس التونسي قيس سعيد.
وقالت المصادر لـ"العرب" إن تميم ناقش مع سعيد بالفعل طاولة المحادثات المُغلقة في قصر قرطاج الرئاسي رأب الصدع في العلاقة بينه وبين الغنوشي.
وتابعت المصادر أن الغنوشي طلب من تميم الضغط على سعيّد حتى تتسنى له محاصرته وتطويق صلاحياته، لا سيما في هذه المرحلة الحرجة التي تمر فيها تونس بأزمة بسبب منح البرلمان الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ التي تُوصف بأنها حكومة الرئيس، وسط توقعات بأن حكومة الرئيس الجديدة سوف تقوض الكثير من الصلاحيات الممنوحة لحركة النهضة ومناورات الغنوشي.
جدير بالذكر أن سعيد هدد وأعلن صراحة أنه في حالة فشل البرلمان في منح الثقة في حكومة الفخفاخ، سوف يتم الذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكّرة.
وأرجع متابعون للشأن التونسي إلى فشل الوساطة القطرية التي تغيّب الغنوشي عن مأدبة العشاء التي أقامها سعيّد في قصر قرطاج على شرف ضيفه أمير قطر.
وكان سعيد ألمح خلال مؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مساء الاثنين مع أمير قطر إلى تلك الوساطة القطرية وفشلها، عندما قال إن: "تونس هي دولة كل التونسيين، ولا مجال لأن يبحث أيّ طرف عن تحالف مع أطراف خارجية لحسم قضيته مع خصمه السياسي، وواهم كل من يعتقد أن بإمكانه البحث عن خلاف ومخطئ للعنوان".