ما زالت أزمة فايروس كورونا قائمة وتفتك يومياً بالعديد من الأرواح في مناطق متفرقة من العالم وبشكل مركز في مقاطعة هوبي الصينية منشأة الوباء؛ وعلى أثر هذا الفايروس القاتل شلت الحركة في مناطق واسعة من بر الصين الرئيسي لتعكس بظلالها على الحركة الاقتصادية وتسبب عجزاً في إمداد كم كبير من الشركات بالمكونات والمنتجات الرئيسية لسيران دورة الإنتاج لديها وعلى وجه الخصوص الشركات التقنية منها.
وفي هذا السياق أشارت شركة الأبحاث ودراسة السوق Canalys إلى توقع تراجع شحنات أجهزة الحاسوب العالمية بنسبة 3.3% على أقل تقدير وحتى 9% بأعلى مستوياته خلال العام الجاري.
وأوضحت الدارسة التي قامت بها الشركة تراجع شحنات الحواسيب بسبب تفشي فايروس كورونا بنسبة تتراوح من 10.1% إلى 20.6% خلال الربع الأول من العام 2020، فيما ستبقى أثار التراجع ظاهرةً حتى الربع الثاني مع توقع وصول نسبة التراجع فيه إلى 8.9% في أفضل الحالات وصولاً حتى 23.4 في أسوأها.
أما بالنسبة لعدد الوحدات المتوقع بيعها خلال العام فقد تصل إلى 382 مليون أي بنسبة تراجع 3.4% عن العام الماضي 2019 الذي حقق فيه سوق الحواسيب مبيعات بعدد 396 مليون جهاز _ هذا في أفضل حالات التراحع المتوقعة.
أما في أسوأها قد تصل عدد شحنات الحواسيب العالمية إلي 362 مليون وبنسبة تراجع عن العام الماضي 8.5%.
فيما بنت الشركة توقعاتها الأفضل والأسوأ من حيث قدرة السوق والمزوديين الصينين السيطرة على هذا التراجع خلال الربع الثالث والرابع من العام وعودة سلاسل الإمداد والتصنيع الصينية للعمل بكامل كادرها خلال تلك الفترة.
وجاء في توقعات الشركة أن سوق الحواسيب العالمي سيعود للنشاط مجدداً ويحقق النمو في بداية العام القادم 2021 إذا ما سارت الأمور وفقاً لأدنى مستويات التراجع المتوقعة خلال العام.
لكن في ظل عدم قدرة المزودين وسلاسل الإنتاج للعمل بمستويات أعلى لتلبية احتياجات المصنيعين وسوق الحواسيب بحلول شهر يونيو القادم؛ حينها قد يكون من الصعب العودة لتعويض التراجع حتى في الربع الرابع من العام وتزداد نسبة العجز.
وبكون الصين من أكبر مصنعي أجهزة الحاسوب عالمياً فإن الأثار المترتبة على الفايروس والتراجع ستكون قوية وجلية في السوق الصيني بنسبة تراجع سنوي قد تصل 12% عن العام الماضي 2019.
والجدير بالذكر أن المعاناة من أزمة تفشي كورونا في الصين شملت الكثير من الشركات التقنية في مختلف المجالات؛ شركات تصنيع الهواتف الذكية وأجهزة التلفاز ووحدات الألعاب و المساعدات المنزلية وحتى السيارات.
وعلى إثر هذا الأزمة أعلنت شركة Foxconn الثلاثاء الماضي والتي تعد مغذي رئيسي لشركة آبل أن عائداتها المالية ستشهد تراجعها خلال العام بسبب الأثار المترتبة على تفشي كورونا، كما قالت بأن مصانعها الموجودة في كل من المسكيك والهند وفيتنام مشغولة بشكل كامل وأنها تخطط لتوسعة في مناطق أخرى العالم.