قال الباحث والكاتب التركي، جنكيز جاندار، إن سياسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في سوريا، تثبت أنه "يتجه إلى مزيد من الجنون" وتشير إلى مدى افتقار إدارته إلى العقلانية والرصانة، وهما أمران أساسيان في صنع السياسة الخارجية، في ظل تزايد خسائر الجيش التركي في إدلب والتقدم الذي أحرزته قوات الأسد.
وأكد الباحث، في تقرير نشره موقع "المونيتور" الأمريكي أمس الخميس، أن أردوغان لا يصلح أن يكون رجل دولة، وأنه لولا دعم زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت بهجلى، لما تمكن أردوغان من الفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهو ما مهد له الطريق لتشديد قبضته على القضاء والمؤسسات الأمنية.
وأشار إلى تصريحات أردوغان الأخيرة وتهديده بـ"ضرب" قوات النظام السوري "في كل مكان" في سوريا، لافتا إلى أنها جاءت مباشرة بعد محادثته الهاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير، وقبلها أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إن تركيا تتوقع من الناتو وأوروبا اتخاذ خطوات "ملموسة" ضد الحكومة السورية في إدلب.
واستنكر جاندار، وهو صحفي بارز وباحث متميز في معهد جامعة ستوكهولم للدراسات التركية (SUITS)، تصعيد تركيا للصراع والهجمات في سوريا، مؤكدا أن روسيا، رغم شراكتها مع تركيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلا أنها تدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ولن تقوم بمساعدة أردوغان، خصوصا بعد أن اتهمت موسكو أنقرة بالفشل في الوفاء بالتزاماتها بتطهير إدلب من العناصر المتطرفة بموجب اتفاق بينهما في عام 2018، مؤكدا أن الجانب الروسي يتجاهل الخطاب الناري للقيادة التركية فيما يتعلق بالوضع العسكري في إدلب.
من جانبها، تحاول الولايات المتحدة الاستفادة من الانقسامات بين أنقرة وموسكو لجذب تركيا إلى جانبها، ومع ذلك فإن الدعم الأمريكي لا يبدو أنه علاج للمزالق التركية في إدلب، حيث أصبح الدعم الأميركي "الفاتر" للموقف التركي في إدلب مسألة تهكمية في وسائل الإعلام الروسية، حسب ما أشار الباحث.