قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، إن حكام قطر تعيش حالة من الفصام والازدواجية في تعاملهم مع الشعب ومع دول الجوار، في ظل ترويج قطر لنفسها في وسائل الإعلام كمنارة للانفتاح وفتحها أبوابها لكل الفارين من حكوماتهم في البلدان الأخرى، بينما يقوم حكامها على الناحية الأخرى بقمع المعارضة وعدم التسامح مع الانتقادات الموجهة إليهم.
وأوضحت المجلة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني مساء الخميس، أن قطر "أقل تسامحا مما تبدو عليه في تعاملها مع شعبها"، لافتًا إلى أن حكامها يقومون بفرض عقوبة سحب الجنسية على كل مَن ينتقد النظام، كما أصدر أميرها تميم بن حمد آل ثاني، الشهر الماضي مرسومًا يهدد فيه بعقوبة بالسجن أو الغرامة على كل من يبث أخبار أو بيانات، تراها الحكومة "كاذبة" أو "متحيزة".
وأضافت أن قطر على الناحية الأخرى، تروج صورتها على أنها "دولة منفتحة وبها حريات" في قناتها التي تبث أخبار كاذبة وشائعات في أماكن أخرى من الشرق الأوسط (قناة الجزيرة)، مشيرًا إلى أن صورة أمير قطر أصبحت منتشرة في كل مكان في الدوحة، تحت شعار "تميم المجيد".
وأكدت المجلة أنه غالبًا ما تصدر الصحف القطرية نفس الأخبار على صفحاتها الأولى، مع عناوين شبه متطابقة، في إشارة إلى قصة رئيسية نشرت في جميع الصحف في 23 يناير الماضي، حول حفل تخرج لأفراد من الشرطة، حيث تم ذكر الأمير فيها 9 مرات.
ونقلت المجلة عن مراقب إعلامي مقيم في قطر- لم يذكر اسمه- قوله إن "قناة الجزيرة حرة في انتقاد الدول الأخرى ولكن لا تنتقد قطر أبدًا"، موضحًا أنه قام بسؤال مديرها عن سر غياب المعارضة القطرية في برامج القناة فرد قائلا "لا توجد معارضة قطرية"!.
كما سخرت المجلة من مفارقة الأمير تميم والذي يقول فيه "نريد حرية التعبير لشعوب المنطقة وهم ليسوا سعداء بذلك"، في حين أن معظم الشعب القطري مجبر على الصمت، لافتة إلى حكام قطر حولوا الدوحة من حفرة رملية إلى مدينة ذات مبان وأبراج عالية، مستنكرة ادعاء قطر بأنها منارة للانفتاح في ظل محاولتها المستمرة لإسكات المعارضة.
ونقلت المجلة عن نجيب النعيمي، وزير العدل السابق الذي يخضع لحظر السفر، قوله: "نحن خائفون، سوف يأخذون جواز سفرك أو ممتلكاتك ويتركونك عديم الجنسية إذا تحدثت".
وتوقعت المجلة في نهاية تقريرها أن مستوى الاعتراض والغضب بين الشعب القطري حول سياسة النظام سوف يزداد في الأيام القادمة، خصوصا مع استعداد قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.