قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الأحد، أن اعتراف إيران بإسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا، بعد أيام من الإنكار والمراوغة، وضع النظام والحرس الثوري في موقف بالغ الحرج.
وقالت الصحيفة- في تعليق لها حول هذا الشأن نشرته على موقعها الإلكتروني- إن هذا الاعتراف أثار احتجاجات واسعة النطاق في أجزاء من العاصمة "طهران"، فيما أشعل مئات الطلاب الشموع بالقرب من جامعتي شريف وأمير كبير في طهران، حيث درس بعض ضحايا الحادث، كما دعا الطلاب إلى استقالة كبار القادة الذين وصفوهم بـ"الظالمين"، ورددوا هتافات معادية للحكومة.
وقامت شرطة مكافحة الشغب- التي كانت تحمل الدروع والهراوات- وقوات الأمن، بتفريق الحشد بينما حافظت على تواجد مكثف في وسط وغرب طهران، وكذلك في بعض الميادين الرئيسية.
وأوضحت الصحيفة- نقلا عن وسائل إعلام إيرانية- أن السفير البريطاني احتجز خارج إحدى الجامعات لفترة قصيرة في أعقاب الاحتجاجات، بينما أكد وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أن احتجاز السفير دون أي سبب أو تفسير، يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
بدوره، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة باللغة الفارسية قائلا فيها: "إنه سيقف إلى جانب الشعب الإيراني ويراقب احتجاجاتهم عن كثب".
وكان التليفزيون الإيراني الرسمي قد أعلن، يوم أمس السبت- نقلا عن بيان عسكري- أن إيران أسقطت "عن غير قصد" الطائرة الأوكرانية بعد دقائق من مغادرتها مطار الإمام الخميني في طهران، وبرر البيان ما حدث بما سماه "خطأ بشريا".
وسقطت الطائرة من طراز بوينغ 737، التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، في غمرة اعتداء صاروخي شنته طهران على قواعد عسكرية بالعراق ردا على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني على أيدي القوات الأمريكية، بعدما أكدت كل من بريطانيا وكندا أن مصادر استخباراتية أشارت إلى أن الطائرة أسقطت جراء خطأ في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية.